ديوان الشاعرة / د. آمال كحيل

بلاش تحلم
(1)

شعر/ آمال كحيل

غريبة يا قلبي بتدور
على عنوان
في عالم فيه بقى الإنسان
ماهوش إنسان
فقد اسمه
وضاع رسمه
وتاه في عوالم النسيان
بحور الدنيا غدارة
ماليش فيها النهارده مكان
طاحونة بيه دوارة
بتجرفني ورا الأحزان
وانا ضايعة ومحتارة
ما بين دلوقتي
واللي كان
كإني ف مركب لوحدي
وموش لاقيالي
شط أمان
وإيد تمسح على خدي
دموع الغربة والحرمان
حاتسأل مين؟
وحاتروح فين ؟
وفي عيونك سؤال وجواب
بقيت خايف
وموش عارف
مين الصادق ، مين الكداب؟
حاتفضل بين ألم وظنون
وتفتح باب ، وتقفل باب
صدى صوتك في كل مكان
كإنه أذان
ومين يوعى؟ ومين يسمع؟
وخطوة تضيع ورا خطوة
وشمس تغيب ، قمر يطلع
يمر العمر قدامك
وعين تضحك ، وعين تدمع
تسيل أنهارعلى خدك
وتزرع في الدروب وردك
وتحصد شوك قصاد ودك
يسيل دمك ، وما يهمك
وتحلم من جديد إنك
لقيت نفسك ، لقيت حلمك
بلاش تحلم
بلاش تحلم
بلاش تحلم

الأبواب المغلقة

إني ســــئمــتُ تـــرددي
ومللت من صبري معك
من ضعف قلبي ، وانهياري
حـين تســــكب أدمعـــك
كـم مـن ســنين كـنت فيهـــا
مــثل ظـــلك أتبعــك
أو مثل مرآة ترى في وجهها
كم أن ذلـي يمتـــعك
قد عشــت عمــــري
من حناني الثر شهدًا أرضعك
قـد كـنت أذنًــا حــين تشــــكو
يـــا حــبيبي أســــمعــــك
أمتص غضبك في هدوء
عـــلَّ صــمتيَ يــوجعــــك
أو أحبس الأنفــاس حتى
لا تــؤرق مضجــعـــك
إني احتملت فهل ترى
طول احتمـالي أقنعــك
أن قلبي ســوف يبقى
خـاتمًـا في إصبعك ؟
أولا تكف عن الغرور
فـإنــه لــــن ينفــعــك
إن كان ضعفي دافعًا
للظــــلم عبثًا أمنعـك
إن كان قلبي مضغـة
بيديك ماذا يردعك ؟
إني تعبت فلا تلمني
إن أتيـت أودعـــك !
إني مللتُ
فهل رحيلي الآن حقًا روعك ؟
ما عــدت أحتمـــل البقــاء
فـلن أغــير واقعـــك
أنا لن أنال سوى الهـوان
ولن يــزول تـرفعــك
أغلقـت أبـــوابـي فلا
تدع البراءة تخدعك
قد أصبح العصفــور نسرًا
إذ كشـــفت دوافـــعـــك
أنـا لن أبيـــع كــرامـتي
من أجــل أن أبقى معك
أنا لن أضيع وراء وهم
مـنذ زمــن ضيعـــك
أنا لن أرى قلبي يموت بأضلعك
إني سـئمت تـــرددي
ومللت من صــبري معــك
بقلم
آمال محمود كحيل

إنما الدنيا سراب
شعر
آمال محمود كحيل
يـا نفس ثوبـي ، وارجعي
ودعــي ملاحـقـة السـراب
كـــم من أمـــان خادعــــة
ملأت فــؤادك بالعــــــذاب
صــدقـــت وهمًـــا رائعًـــا
وطرقــــت معــه كل بــاب
ومضيت في درب المـــنى
وغزلت أحــلام الشــــباب
عــودي فمـا نفــع الــرؤى
والدرب يحجبه الضباب ؟
هـــذا مصــيرك فاقـنـــعي
لن تحصدي غير التــراب
لا تخـــدعـيـني بالســــنى
فأنــا مللــت الإقتــــــراب
قــــد آن أن تتفــــهــــمـي
أن الحقيقــــة كالشهــــاب
فإذا رأيت الضوء يهــمـي
فانــزعي عـنه الحجـــاب
وإذا احتــواك الليل قـولي
قد مضى يــوم ٌ ، وغــاب
لا تتــوهـي خلــف زيــف
تشـــرئب لـــه الــرقـــاب
وارجــعي يا نفـس هـــيـا
إنـمـــا الـدنيـــا ســــراب

قــد جئــتَ تسـأل عاشــقاً ولهــانـا
مـاذا ســيصنع إن قضـــيْتَ الآنا ؟
وللحــظة ٍ مــرت شـعــرتُ بغصةٍ
شــلت فــؤادًا هــــالعًا ، ولِســـانـا
سالت دموعي فوق خـديَ حســرة
ونــدبت حــظي فـيـك والأزمـــانـا
يا ويح قلبك كيف تضحك سـاخرًا
مني وقد صــدقتُ مــنك بيـــانـا ؟
قد شئتَ تختبـر الغــرام بمهجــتي
فاعــلم بأنك قــد أســـرت جَــنانـا
لــولاك مــا رام الحــياة بأســرها
فهــل الشكــوك تنــاوبت وجدانا ؟
هـذا ســؤالكَ هـــل أردت إجــــابة
فافسِــح بلحــدِكَ للحبـيب مكـــانـا
بقلم
آمال محمود كحيل

اغضــب وأشــعـــلْ
ثورة القهر الدفـين
للراقدين على الأسرَّة
بالهــوان مُسَرْبلين
فلربما من غفلة يستيقظــون
ولربما من عارهم يتطهرون
ولربما من قيدهم يتحررون
اصرخ ولا
تصــمت بوجــه السَّــادرين
في غيِّ أحــــلام الســيادة والجــنون
وانقش حـــروف كـــرامـتي
فوق الجباه ، وفي العيـون
وازرع بذور الرفض للصمت المَهين
اغضب إذا الأوراق طويت
فـي ســـكون
وإذا العـــيـون تجـــاهــلت
نـور اليقــين
اغضـب فعارٌ ، ألفُ عار ٍ
أن تلــــين
كن كالشرارة ، كالرصاصة
واخــترقْ حجـــب الظنـــون
ما الحــــرُّ قـد يثنيـــه عجـزٌ
فاطـــرد الـوهـــم اللعـــــين
اغضـــب ، وثــــــرْ
زلــزل صــــدور النائمـــين
وأذب صقـــيع الخــوف في
قـلــــب الســــنين
واجعـل يــــراعك شـــاهدًا
إن ضاق صدرك من أنين
فمـداده نــزف الجــراح ِ
ومـــاؤه الدمــع السخـين
اغضــــب وأطـــلـِــق
ثـورة القـــلب الحــــزين
فلربمــــا تحيي المـــواتَ
بصرخـــة الحــق المبين

بقلم
آمال محمود كحيل

العيد عاد
والقلب مــزقـه البعــاد
والروح يسكنها الأسى
والعين جافاها الرقـاد
قل كيف أشعر بالفرح
والدرب يملؤه القتاد ؟
قل كيف يغزوني الأمـل ؟
والكون في عيني سواد
وأحبتي
بيني وبينهم النوى
حلم هوى
لم يبق منه سوى الرماد ؟
أواه يا بــيتي الذي
يتشـح أردية الحداد
الحزن صار هـويتي
واليأس لوث مهجتي
يا لوعة
خنقت براعم ضحكتي
العــيد عــاد
وأنا هنا في غربتي
أبكي ودمعي كالمداد
أجتر أحـزاني التي
قد أرقت ليل السـهاد
لكن نبضًا في الفؤاد
لا زال يبحث عن وطن
لا زال يبحث عن سكن
لا زال يرنــو للبعــيد
لا زال يحلم أن يعـود
رغم الحواجز والسدود
فمتى إذن
يا قلب تهنأ بالحصاد
؟!
بقلم
آمال محمود كحيل

بين حين وحين
بقلم
آمال محمود كحيل
سنحــيا ســــويًا ، ولن نفـــــترق
ونبقى مـعًا رغــم عبث الســــنين
نقـــبل بالحــب صــــدر الحــــياة
وبالصــبر نعــــبر درب الأنيــــن
سيجمـعنا الحـــب حـتى الأبــــــد
ويــدني خــطانا نــــداء الحنـــين
سيثمـــر في مقلتيــــنا الرجـــــاء
وفي دربنـــا زهـــرة الياســـمين
وإن فــــرقتنــا ليــالي العـــــذاب
وأدمـى هوانا الزمـان الخـــؤون
وذابت شمــوع اللقـــاء البعـــــيد
وجالت دموع النوى في العـيـون
سأحمــل للمــوت قلبي الحـــزين
ويطـــوي رفــاتي غبار السـكون
وتطوي على البعد سري الدفيـن
وتـذكــــرني بـين حـــين وحـــين

بلقيس جـاءت
من غيهب النسيان
تتلو صلاة العشق تحلم بالأمــان
ما كنت تنتظر الهطول فأمطرت
وبغيثها قد أخصبت
منك الجـــنان
بلقيس حلم أينعت أغصانه
في روحك العطشى
لنبع من حنان
وأتتك يحمـل كفها
قلبًــا بكى
وجدًا وزكى نبضه الحرمان
ورأت بعينيك ابتسامة عاشق
قد راودتهـا
ذات يوم في المنام
يا للقاء أثار كامن رغبة
في البـوح لكن
أطـرق القلبان
ومضت تلوِّح من بعيد
بالمنى
وتصارع الأنواء في
بحر الزمـــان
عادت تشرنق بالحياء رغائبًا
كانت تموج بصدرها الظمآن
***
بلقيس جـاءت
من هوة الماضي السحيق
بقيودها أمست بلا
وعي تضيق
في الظل قـد
ظلت سنيناً ، واكتفت
بالصمت حتى
قد ذوى فيها الرحــيق
لا خل تشكوه الملالة والظمأ
واستسلمت
للحزن فاحتل العروق
كم راود الحب الفـؤاد
فلم تكـن
تصغي لهمسات الهـوى
أو تسـتجيب
واستشعـرت
في قلبك الحاني الخفوق
نبضات حب
أضرمت فيــها الحــريق
ورأتك كفاً بالحنان تعهدت
آلام جــرح
في حنــاياها عمـيق
بلقيس أمسـت
في الهوى أسطورة
وغدت أسيرة
شوقها الطاغي الدفوق
***
بقلم
آمال محمود كحيل

قد شاغلتك بحبها
شعر
آمال محمود كحيل

تصــغي إليـها وهي تســرد حــزنــها
وتبـــث شــكـواها إلـيـــك وتنـتـحـــب
وتبــــوح بالســـر الــــذي أخـفــــيــته
زمــناً وتفـشي كــــل أمــــر محتجـب
فهل استطاعـت أن تهـــز مشاعـــرك
أم أنـــها قــد أضـرمــت فيــك اللهب
وهل استنامـت فـوق صـــدرك كفــها
أم فجــرت في القلب نبعًـا قـد نضـب
هـــا أنـت تــــزهو بالــذي قـد قـلـــته
أو بالــــذي قالـــته بينـــا أضطـــرب
والنــــار في قـلـبي يمــور سـعــيرها
من رعشة في الصوت أبداها الطرب
فارقـص على جـرحي وداو همومــها
إن شـئت أو فانـزع إلى درب الهـرب
هــــذي شــــؤونك لا علـــيك إذا أنــا
أبــديت ضـــيقاً أو سألــتك عن سـبب
فهي الحقيــــقة لسـت أمـلك رفضــها
قـــد شاغـلـتـك بحبــها ولـم العجـــب
مـــا دمـت قـد آثـرتــها فاذهــب لــها
واســكب عـلى أقــدامها دمع السحب

وانتهينا

قدغادرت كل الأماني ناظـــرينا
وتكسرت كل الكؤوس براحتينا
والحب ودع في هدوءٍ
يا حبيبي خافقينا
واستحال الهمس صمتاً
واستحال القرب بيناً
واستراحت
من كوابيس التنائي مهجتينا
انتهينا يا صديقي
يا صــــديقي
انتهينا
***
الجراحــات استكانت
والعذابــات استنامت
فـي حنــايا مقلتـــينا
أصبح الماضي هباء
ابتسـامـات اللقـــاء
وارتعاشات البكـاء
والحروف الدافئات
والعناق والاشتهاء
والمواثيق القديمـة ُ
كل ما قد كان ولى
لا عتـابَ ولا ضغينـة
انتهـينا يا صــــديقي
يا صـــديقي
انتهينا
***
انتهــــينا ، وانتهــت
بقلـوبنا كل الحكــايا
لم يعد إلا صرير الذكرياتِ
قـــــــذى الخطــــايا
لا تجدف في الفراغ ِ
ولا تحملق في المرايا
لن تـــــرى إلا جلـــيدًا
قد كسا مني الحنــــايا
انتهـــينا يا صــــديقي
يا صـــديقي
انتهينا
***
كل ما قرأت عيــونكَ
ذات يوم من قصـــيد
كل ما همسـته شفتي
من عهودٍ أو وعــود
كلها أضحت ســرابًا
ذكــرياتٍ لن تعــــود
أغـلق الأبـــواب هيا
لا تحاول من جـــديد
مات قلبي جف نبعي
ليس عندي ما تـريد
انتهيـنا يا صـــديقي
يا صـــديقي
انتهينا
***
بيننا اتسعت مهـــاوٍ
من جراحاتٍ عميقة
بيننا الأبوابُ مغلقةٌ
وآمـــــادٌ ســـــحيقة
بيننا ذكــــرى ليـال ٍ
لم أنم فيهـــا دقيقة
بيننا أســـوار شــكٍ
خلفها اختفت الحقيقة
فابتعد عني ، وذرني
بين أوهامي العتيقــة
انتهــينا يا صـــديقي
يا صـــديقي
انتهينا
***
انتهيـــــنا ، وانتــهى
حلم شغفتُ به طويلا
واختفى وهمٌ أسرني
منذ أيـام الطفـــــولة
أن يكون الحب عنواني الوحيد
شـــاطئًا في راحتيـهِ
ألتقي فــرحي الوليد
لا تفتش عن كلام ٍ كي تقـوله
لا تنقب عن أمـان ٍ مســتحيلة
لن أعود فلا سبيل ولا وسيلة
انتهــينا يا صـــديقي
يا صـــديقي
انتهينا
***
ليس ذنبك يا عـزيزي ربما
ليس ذنبي في الحقيقة إنما
ضــاق قلبي مـن غـــروركَ
مـن تفــاهة حلمـــنا
فانس ما قــد قلــــتَه
يومًا ودعني هـا هنا
وانس ما صــــدقـتُه
من أكاذيب الهـــوى
وانس قلبًــا
بالعــذاب ملأتَه حتى اكتفى
يا غبــــائي
يا سخافة ما أقولُ وما أرى
ما الذي قد قـلتُ عفـــوًا
لن أزيــد كــفى ، كـــفى
انتهــــينا يـــا صــديـقي
يا صـــديقي
انتهينا

بقلم
آمال محمود كحيل

الشراع المكسور
قولي لهم أن المنى قد غـادرت
أن الحــنايا من جفـاف قد ذوت
أن الرياحــين الحـــزينة أجفلت
وأن صوتك يا حبيبة ُ
قـد تـردَّد كالصـــدى
ثم لم يطرق سوى جدر المدى
قولي لهم أن السفينة أبحـــرت
بشراعها المكسور في ليل الدجى
قولي لهم
أن في عينيك ألفَ حقيقةٍ وحقيقة ٍ
قــــد شــُـــوِّهَــــت
وألفَ ألفَ تساؤل ٍ
وهشيم ذكرى أدبرت
قولي لهم أن الجـــراح شـــفاهها
قد رطبت بدم ٍسخين
وأن حلمك مات في صدر اليقين
وأن حزنك صــاغ ثوبًا للســنين
وأن قبس الأمــل أطفـــأه الأنين
وأن كل الأمنـيات ِ
من الفؤادِ تبخرت
قولي لهم ما عـاد في قلبي ســـوى
ذكـــرى لأيــام ٍ خوال
قـــــد مــضــت
وأن شرنقة الأمان تمزقت وتحللت
وأن من عينيكِ
أنهـــار الـــدمـــوع تفـــجــرت
ولم يعـــد إلا البكاءُ على أمان ٍ
قـد هــَـوَت
قولي لهم أن الحدائق كلها قد أقفرت
وتساقطت أوراق أشجار الربيع
وبُعــــثِرت
وأن صبرك ذاب في بحر الدموع
وأن مـــرآة البراءةِ
في القلوب تكسرت
وأن نبضـات الحـــنان تســـمرت
قـــولي لــهم أنـــا قــــد غــــدوتُ
حطـــام امرأةٍ عــلى
جسر العذاب تعثرت
!
بقلم
آمال محمود كحيل

لحـظـــة ضـعــف
أم لحظة خـوف ؟
رعشـــة شـــوق
أم نبضة عشق ؟
أم حـــرمان ومعـــاناة ؟
وحــديث ٍ قد كــان معك
شــبه مناجــاة ؟
ومشاعر قد كادت تطفو فوق السطح
وعــــند حــدود الجـــرح
كان النزف وكان البوح
ولـــد جــــنوني
كادت معه جميع حصوني
أن تنهــــــار
همســـة حــب كانت
أم إقــــرار؟
أم هذيانٌ ، أم إعصار ؟
كـان المـــوج عنيفــًـا
وأنـا مثــل ســــفينة
في أحضان محيط ٍ دون قرار
عبثت فيها الريح وغرقت في التيار
هامت معها الـــروح وأفشت
ما أخفته من الأســرار
آه يا جسدًا من لهب ٍ قدَّ
ومـِن نـــــار
كيف تركت شفاهي تنقــلُ
ما في الصـــدر ؟
تسرد دون تحفظ
دون تكــلف
أغلى وأدق خفايــا القلب ؟
كــيف تســربت الكلمـــاتُ
ورغمًا عني بحت بمكنوناتي
طفــت بأحـــداث حياتي ؟
وكاني أبصر في عينيك
مــلامح ذاتي عــــارية ً
من أي قنــــاع ؟
أيهذا العمـــلاق الماردُ
أي صراع ٍ أي صراع
دونك يتجاذبني ، نحوكَ يتخاطفني
أي ضـياع ٍ ، أي ضـياع ؟
حين الأشـواق تهاجمني
وتعــاودني ، وتـلازمني
كيف أجبني ؟
كيف أجبني ؟
تصبح لغة الحب بهذا اللون
بهــذا الحــزن ِ ، بهــذا الكـمِّ
من الســـاديــَّة والوحشــية ؟
كيف أجبني
يصبح صمتك في أعماقي سيمفونية ؟
تجعل قلبي يرقص طربًا
يقفـــز فـــرحًا
يتهـــادى تيهًا وحــبورًا
ويحوم حولك مشتاقاً مثل فــراشــــة
تــــهـــوى الضـــــوء
وتدنو منه بكل هدوء ٍ
لا تتحـــول عنه للحظة ؟
كيف جعــلني الحـب امرأةً
تهوى وشوشة الأصداف ؟
تسخر بنداء العقل ِ وتتبع صوت القلب ِ
وتتحـــدى كل الأعـــراف ؟
أيهذا العمـــلاق المـــــاردُ
كيف بهذا الشره عشقتكَ
كـــــم أتعجــب !
كيف بهـــذي القــوة أفعـل ؟
وأنا أعرف حقاً أن هنالك هوة
أيــــة هــــوة
تفصل بين حياتكَ ، بين حياتي
بين الحُــــلم ، وبين الواقــع ؟
كيــف بهــذا الصـــدق أحــــبك
بشراســة إحساسي الجــــائع ؟
يا للقسوةِ ، يا للقسوة !
كيف بهذا العمق أحبكَ
وأنا أعلم
أنك في تاريخي أجمــل كـــذبة ؟
أنك حلمي الرائع ِأنك كأس محبة
إن أشرب منها قطراتٍ لا تحييني
إن أجــرعهــا حتى آخــر قطـــرة
لن تــــرويني
إن أتركها يأسًا منها تستهويني
حتى المـــوت
أيهذا العمـــلاق المــاردُ
كيف انسقت إلى دنياك بغير تردد ؟
كيف انهرت أمام عواطف ِقلبي المجهد ؟
هل أتعبــه الغوص عميقًاً
في فجــــوات الصمـــت ؟
هل أرهقه السفر وحيدًا قل لي كيف ؟
كيف استيقظت الأنثى النائمة ُ
وكيف استوحش فيَّ الكبت ؟
وكيف أروض نفسي الجوعى
كي أتحدى فيك جنوني ؟
كي أتشبث بالنسيان وهل أنساك
لحظة ضعف كانت هي
أم لحظـة خـــوف ٍ
لا تسألني بعد الآن !
لحظة صدق كانت هي
أم لحظــة عشــق
لا تسألني كيف الآن !
في النظرات بريق خافت
في الشفتين نداء صـامت
في العينين جنون هامس
لن يجديني الهرب طويلا
ويلـي مني ، كيف أجـبني
أطفئ في جسدي النيران ؟
أكبت رغباتي ، أحلامي
نزق جنوني خلف دخان ؟
كيف أكف وكيف سأنجو
من سوْرة هذا الهذيان ؟
كيف أطيق عذابي ، ظمئي
وأحايل هذا الحرمان ؟
كيف أحبك دون دموع ٍ
دون ضياع ٍ، دون ندم ؟
دون جراح ٍ دون عذاب ٍ
دون هوان ٍ ، دون ألم ؟
معنىً ، حلمًا
وجهًا في عينيه الحب سكن ؟
كيف أحـــبك طــوق نجـــــاة ٍ
في العاصــفة وكـــيف إذن ؟
قد تتلاشى في أعماقي نارٌ وحمم
قد أشعلت بها أشواقي
كيف أجبني ؟
أيهذا العمـلاق المـــارد
؟؟؟

بقلم
آمال محمود كحيل

وانتهينــا

قدغادرت كل الأماني ناظـــرينا
وتكسرت كل الكؤوس براحتينا
والحب ودع في هدوءٍ
يا حبيبي خافقينا
واستحال الهمس صمتاً
واستحال القرب بيناً
واستراحت
من كوابيس التنائي مهجتينا
انتهينا يا صديقي
يا صــــديقي
انتهينا
***
الجراحــات استكانت
والعذابــات استنامت
فـي حنــايا مقلتـــينا
أصبح الماضي هباء
ابتسـامـات اللقـــاء
وارتعاشات البكـاء
والحروف الدافئات
والعناق والاشتهاء
والمواثيق القديمـة ُ
كل ما قد كان ولى
لا عتـابَ ولا ضغينـة
انتهـينا يا صــــديقي
يا صـــديقي
انتهينا
***
انتهــــينا ، وانتهــت
بقلـوبنا كل الحكــايا
لم يعد إلا صرير الذكرياتِ
قـــــــذى الخطــــايا
لا تجدف في الفراغ ِ
ولا تحملق في المرايا
لن تـــــرى إلا جلـــيدًا
قد كسا مني الحنــــايا
انتهـــينا يا صــــديقي
يا صـــديقي
انتهينا
***
كل ما قرأت عيــونكَ
ذات يوم من قصـــيد
كل ما همسـته شفتي
من عهودٍ أو وعــود
كلها أضحت ســرابًا
ذكــرياتٍ لن تعــــود
أغـلق الأبـــواب هيا
لا تحاول من جـــديد
مات قلبي جف نبعي
ليس عندي ما تـريد
انتهيـنا يا صـــديقي
يا صـــديقي
انتهينا
***
بيننا اتسعت مهـــاوٍ
من جراحاتٍ عميقة
بيننا الأبوابُ مغلقةٌ
وآمـــــادٌ ســـــحيقة
بيننا ذكــــرى ليـال ٍ
لم أنم فيهـــا دقيقة
بيننا أســـوار شــكٍ
خلفها اختفت الحقيقة
فابتعد عني ، وذرني
بين أوهامي العتيقــة
انتهــينا يا صـــديقي
يا صـــديقي
انتهينا
***
انتهيـــــنا ، وانتــهى
حلم شغفتُ به طويلا
واختفى وهمٌ أسرني
منذ أيـام الطفـــــولة
أن يكون الحب عنواني الوحيد
شـــاطئًا في راحتيـهِ
ألتقي فــرحي الوليد
لا تفتش عن كلام ٍ كي تقـوله
لا تنقب عن أمـان ٍ مســتحيلة
لن أعود فلا سبيل ولا وسيلة
انتهــينا يا صـــديقي
يا صـــديقي
انتهينا
***
ليس ذنبك يا عـزيزي ربما
ليس ذنبي في الحقيقة إنما
ضــاق قلبي مـن غـــروركَ
مـن تفــاهة حلمـــنا
فانس ما قــد قلــــتَه
يومًا ودعني هـا هنا
وانس ما صــــدقـتُه
من أكاذيب الهـــوى
وانس قلبًــا
بالعــذاب ملأتَه حتى اكتفى
يا غبــــائي
يا سخافة ما أقولُ وما أرى
ما الذي قد قـلتُ عفـــوًا
لن أزيــد كــفى ، كـــفى
انتهــــينا يـــا صــديـقي
يا صـــديقي
انتهينا

بقلم
آمال محمود كحيل

قد شاغلتك بحبها
شعر
آمال محمود كحيل

تصــغي إليـها وهي تســرد حــزنــها
وتبـــث شــكـواها إلـيـــك وتنـتـحـــب
وتبــــوح بالســـر الــــذي أخـفــــيــته
زمــناً وتفـشي كــــل أمــــر محتجـب
فهل استطاعـت أن تهـــز مشاعـــرك
أم أنـــها قــد أضـرمــت فيــك اللهب
وهل استنامـت فـوق صـــدرك كفــها
أم فجــرت في القلب نبعًـا قـد نضـب
هـــا أنـت تــــزهو بالــذي قـد قـلـــته
أو بالــــذي قالـــته بينـــا أضطـــرب
والنــــار في قـلـبي يمــور سـعــيرها
من رعشة في الصوت أبداها الطرب
فارقـص على جـرحي وداو همومــها
إن شـئت أو فانـزع إلى درب الهـرب
هــــذي شــــؤونك لا علـــيك إذا أنــا
أبــديت ضـــيقاً أو سألــتك عن سـبب
فهي الحقيــــقة لسـت أمـلك رفضــها
قـــد شاغـلـتـك بحبــها ولـم العجـــب
مـــا دمـت قـد آثـرتــها فاذهــب لــها
واســكب عـلى أقــدامها دمع السحب
!

أزقــــة الضجـــر
***
يتجوَّل المساءُ في أزقةِ الضَّجـر
ويطرقُ الأبوابَ في صَمتٍ حَذِر
فأنـزوي في مقعــدي الخشــبيّ
بتوجُّسي ، وبخـــوفيَ العَفــويّ
تتعانق الأشباحُ من
حـولي فأدركُ لا مفـــرّ
ألتصقُ بالجدار وجلى خــائفة
تتقيأ الأحزانَ روحي الواجفة
وفي عيوني نظرةٌ لا تستقــر
وعند تلك الزاوية
أرى خلال النافـذة
متاهة الظلام تطوي كلَّ شيءْ
الســـحبَ والســماء
والأفـــقَ والبشـــــرْ
وتمرُّ في الذاكرة عبثاً
كلُّ هاتيك الصُّــــور
ماذا تراني الآن أفعلُ
ما عسـاني أنتظـر ؟
وكيفَ من عينيِّ خوفي
خلف كبري أســتتِر؟
هذي نجوم الليل ِ تومضُ كالشرَر
أعـــدو وألبسُ طــرحتي
وعباءتي السوداء تُدْفئ جثتي
وتكــاد تثقـب صــرخـتي
صدري الهــــزيل
فأعتلي متن الرحيل ِبلا سبيل
لعالمي المجهول ِ
للأنواء ما الخبر ؟
أواهُ أشعر بالخواءِ والاستياءِ وبالخدَر
لا شيء أصعبُ من عناق الضوءِ
من ربْق ِالذهول ِ
ومن شعـوركَ دون داع بالخطـــر
لا شيءَ أقسى من رحيل ٍ أو سفر
وراءَ حـلم ٍ مســـتحيل
أو خلفَ دقاتِ الطبول
من دون زادٍ أو سقاء
من دون حتى راحـــلة
أواه ما أقسى الهروبَ
وراء شـــمــس آفــــلة
في جوفِ صحراءٍ لعوبٍ قاحلة
وأنت تجهـــل كم مـضى
على احتضاركَ من زمن
وأنتَ وحــــدك تــائِهٌ
مثل الطريد بلا وطن
تعاقر الأحزان أو تنادمُ الشجن
ولستَ تملك للرحـــيل ِتذكـرة
ولست تملكُ غير قدم ٍ واحدة
قد مسَّها كفُّ الوَهَن
لم تبقَ إلا خطوتان
إحداهما نحو الأمام
وخطوةٌ للخلف تعلنُ الانهزام
وهناكَ ضــوءٌ خــافتٌ
ينسلُّ يومضُ في خفر
من بين أستار الظلام ِوينحسر
يكفي عيونك كي ترى
وجــــــه القــــــــدر
يكفي لكي تبقى هناكَ مُسَمَّرًا
مــثــل الحجـــــــــر
ما أصعــبَ السـقــوط من
سحـــابة الأمـــــان
كما الخريف حين تهـوي
معهُ أوراقُ الشجــر
ما أصعب الشعورَ بالهوان
حين تغدو أمنياتكَ كلها
كعـــــلامـــةِ اســتفهــام
أو نقطةٍ منـــبوذةٍ
في آخـــر السَّطر

وللصبابة منطق
!
نظرت إليه وفي الفــــؤاد تشــوُّقُ
وعيونها بالدمــــع كادت تشـــرقُ
سألت وكيف النار تشعل في دمي
فأجابها ، والقلب وجــدًا يخفــقُ :
إن كنت قد أخفيت شوقي فاعلمي
أن الحــنايــــا بالمـــودة تنطـــــقُ
فتأمَّــلي وجهًــــا عليه تـراكمــتْ
سحـب الهموم لعل ظـنك يُخفِــــقُ
وثقــي بأن بمهجـــتي مــثل الـذي
بك غير أن مشاعــري هي أعمق
فجذور حبك في الفـــؤاد تغلغــلت
وإذا بــــهِ عـن ســـــرِّهِ يتــفـــتقُ
لا تسأليني بعــــدُ عن حــالي إذن
بك قد شغــفتُ وإن مثلي يَعشــق
فلديَّ قلبٌ ملــؤهُ الأشــواقُ هــل
يَخفى على عينــيكِ أني عاشق ؟
كم طال صدك واستباح مــدامعي
فطويتُ حزني والفــؤاد مُــــؤرَّق
ونزعتُ للسلوى وهمت ولم أكن
أدري بأني في قـــيودكِ مُـوْثــــق
فتنهــــدتْ تبـــدي ارتياحًــا بالذي
قد قال وابتسمــتْ ومالت تَغـــدِق
وهيَ التي ضنتْ بلمساتِ الهوى
يومًـــا وكانـت بالحــــيا تتشـــدق
مدَّت إليــه يــدَ المحــــبة وانـثنت
كي تقطف العبراتِ وهي ترَقـرَقُ
خلعت ثياب الخفــر ِ بعــد تمـــنع ٍ
وتعهَّــدت بالحـبِّ جـرحًــا ترتــقُ
ومضت تجـــود بحــبها وحــنوها
كالأمِّ تسخــو بالحــنان وتشــفـق
روَّت بــذور الحـبِّ في أعمــاقـه
ورأت غصون الحب فيها تُـوْرق
همستْ أحبك فالتمس عذري ولا
تطل ِالبعـــاد فنار بَيْـنِكَ تحــــرقُ
ليلي بدونــكَ مظـــلمٌ ووسَــادتي
تشكــو جفــائي حـين لا نتعـــانق
أيطيبُ للجفن الرقـــاد وقـد بـــدا
شبح الفراق على ضلوعي يُطبق
ورنتْ إليهِ وقد تناهى صَـــوتُهـا
لحنًا يذوبُ له الفـــؤاد ويـــرفـق
فأطــالَ تحديقــًــا كأن عــــيونــهُ
سَكِرتْ بخمر الحب وهو معـتَّـقُ
وسعـت إليه وفي بحار جنــونـه
تاهت وكادت في ثــوان ٍتغـــرقُ
وتعانقا والصمت يعـزف لحـــنه
والحـــب في قلبيهـــما يتــدَفـــق
واستسلمتْ للمـوج حتى لم تعُـدْ
ترجو النجاة وللصــبابة منطــق

شعر
آمال محمود كحيل

شكرًا فقــد
أسديتَ للقـلب المغفـــل ِ
ألف طـعنة
وعـليَّ أن أهدي فؤادي
إذ أحــــبكَ ألـفَ لعنـــة
شكرًا لأنك
عهــد حـبي قـــد نكــثت
وعــليَّ أن
أجني الثمــار كما أردت
شكرًا لأنك
قـــد رمــيتَ قصــــائـدي
وحرقت قلبي
وانتـهكــت معـــابـــدي
شــــكـرًا وقــد
أدركتُ ما خلف القناع
ماذا لدي أقــــولهُ
غير(الوداع) [/size]؟

بقلم
آمال محمود كحيل

وعلى صفحة مرآتي
_ تعكس وجهك حلمي _
ألمح شوقاً في عينيكَ يطـل لبرهة
يومض مثل البرق ويمضي
أنصت لصدى حشرجةٍ تثقب صدري
أبحث عن كلمة
عن همســـة ؟!
أبحث عن حــرفٍ قـــد يحــيي
نبـــض الحـــب بقلبي البائس
حـــرف يســــقط سهـــــوًا
من شفتيك على صحرائي
ينبت بين ضلـوعي وردة
أهتف أينك ؟ طال غـيابك
يصــرخ بدمي ألف حنين
أسمع أنات الريح ِ
وقصف الرعــد المجنون
ويسافر فيَّ الخــوفُ ، أعانق ظلي
وأضم ضلوعي فرَقاً ، هلعًـــا مــن
أشـباح الوحـــدة ترقــص حـــولي
وأحمـلق في ذاكــرة الليل الأســود
في صورتـكَ على المنضدة أمامي
وجهك يضحكُ وأنا أبكي
يأسًــا من عـــودة حــلمي الغـائـب
وسط دموعي أغرق يا لغبائي فلأتوقف
كيف أطـــارد وهمًـــا أحمــق ؟
أطفئ شمعــة عـيد المـيلاد ِوأنتظــرك
لا زلت إلى هذي اللحظةِ أرقب طيفك
يا كل مسافات حنيني
وعـقـارب زمن اللهفــة تتباطـأ
أرقـص فوق دمائي في هذيان
أغرق بين دموعي من حرمان
أتبعـــــثر كجـمـــيع الأشــــــياءِ
عـلى أرصـفـــــة النســــيان
يأتيني صوتك في استهزاء ٍ
وأنا أشــهقُ آخــــر شهـــقة
عمـــتِ مســـاءً
عمـــتِ مســـاء
!
بقلم
آمال محمود كحيل

ســـهام الحــب
بقلم
آمال محمود كحيل

أرديتني في الحب ليتك لم تـدع
ســهم الغرام يصيب مني مقتلا
واليـوم ترميني بســهم ٍ آخر ٍ ؟
وتقــول لي لا بــد من أن أرحـلا
حكمتُ فيك اللهَ كـيف تجــورُ في
حكم الهوى من غير أن تتمهـلا
فانظــرْ إلى قلبي الـذي أدمَــيته
فعساك تعـــدلُ إن أطـلتَ تأمُّـــلا
إن هنتُ فاعـلم أن حبي لم يَهُـن
يومًــا عليَّ ،، وإن فعـــلتُ تدللا
ما زلت أحلمُ باللقاء ،،، فــربَّما
يحنــو الزمان وعلـَّـهُ لن يبخــلا
واعـلــم بأني لـن أمـــلَّ تصـــبُّرًا
حتى وإن قــالت شفــاهك ألفَ لا
أتــرع كــؤوسي بالعـــذاب فإنني
أدمنت حــبكَ ، ما وجــدتُ بدائـلا
واعزفْ على الأوتار لحن صبابتي
واطربْ لدمع العين ســال تبتُّـــلا
إني عشقتكَ ، وارتضيْت تعاسـتي
في الحــبِّ معـك وقد أبيْتُ تعقــلا
مجـنونــةٌ قـــل ، فالحقـــيقة أنني
قـد طاشَ لبِّي ، فلتكفَّ تسـاؤلا !
حتامَ ألعقُ في غرامك حسـرتي ؟
أو كيف أطـوي العمـرَ فيك مكبَّلا
قدري وهل لي أن أرد صروفه ؟
لن أستطيعَ ، وإن أردتُ تنصُّــلا
ما كـان لي أن أســتعينَ بســلوة ٍ
والصبرُ قد أشقى الفؤاد فما سَلا
وأنا الجريحـةُ ، بين آلام الجوى
قـد نالني نَصَــبٌ ، وضِقتُ تَعللا
لله ردُّ القلبِ عـن أمــر ِ الهـــوى
يا ربّ عذرًا مـا استطعتُ تحوُّلا

سيان بنظري سيان

أن ترحل أو أن لا ترحل
سيان بنظري سيان
أن يبزغ قمرك أو يأفل
سيان عزيزي سيان
كل الأشياء لها في عيني
وجهٌ واحد
لا وجهان
ما عدت أبالي ولعمري
قد ضقت وأعياني الحرمان
حتى التفكيرغدا في عيني
محضَ جنون أو هذيان
فاتركني أرسف في قيدي
واتركني رهن الأحزان
واتركني أغرق في ولهي
أو دعني وحدي والطوفان
أنتظر أمورًا قد تترى
في أي زمان ومكان
أترقب موتي في صمت
أنتظر فنائي أو بعثي
أو ميلاد امرأة أخرى
تخرج من بوتقة الذكرى
كما الإعصار كما البركان
دعني أتشرنق بالأسرار
ودعني أخلد للنسيان
لا لا توقفني
لا تمنعني
فأنا أيضًا لي عينان
اتركني أبحث في الأنحاء
عسى أن أجد سبيل نجاةٍ
وعسى أفقه رغم جنوني
ما تعنيه لي َ الأشياء
فهنالك أسرار شتى
أنا لم أدركها حتى الآن
وهنالك ما قد تفرزه
مليون علامة استفهام
ذرني أتأمل وجه الدنيا
وأقلب سفر الأكوان
بحثاً عن وجه لن ينكرني
إن تقس صروف الأيام
وجه بملامح لا تشبهني
تستوقفني ألف زمان
وجه لم يمح براءته
زيف الأقنعة ولا الألوان
دعني لأفتش ثانية
عن قلب يتألم فرقاًً
أو روح تتسامى عشقاً
أو ذات تستوعب ذاتي
وتصادر كل عذاباتي
وبكل حنو واطمئنان
تمنحني صكًا للمرحمةِ
و صكاً آخر للغفران
ويدًا بيضاء تبارك حلمي
تنضوعن جسدي الأدران
ثم بصمت توقد شمعة
ثم برفق تمسح دمعة
وتضمد جرح الوجدان
دعني كي أبحث عن أعماق
تأبى القسوة والحرمان
تأنف كل صنوف الظلم
وتأبى القهر والاستسلام
وتعي صدقاً
معنى الخير ومعنى الشر
وماذا يمكن أن تعني
كلمة إنسان
****
أن تفهم أو أن لا تفهم
لا جدوى الآن
أن تفرح أو أن تتألم
لا جدوى الآن
أن تصمت أو أن تتكلم
لا جدوى الآن
تبًا لن أغرق في أحلاميِ
لن أتتبع خيط دخان
لا لن اتمادى في أوهاميَ
لن أتقوقع في الأحزان
أنا ماذا أملك غير اللحظة
هل ليَ حقاً أن أتوقع
ما قد تهب يد الأيام
وما قد تمنع؟
أو أن أعرف ماذا تخفي
في جعبتها
من أفراح أو آلام ؟
أحياناً أنهار وأبكي
ما أكثر تلك الأحيان
أو حيناً أهرب من يأسي
كي أنسج ثمة أحلام
أتسلل فوق بساط الحلم
وأطلق ساقيَ عكس الريح
وكالظمآن أروح وأغدو
ألهث خلف جنونيَ أعدو
قدمي تنزف
قلبي المجهد ينبض ينبض
وأنا أركض
يطفر دمعي من عينيَّ
كما الطوفان
ولا أتوقف
أطوي كل صحاري الصبر
وأعبر أغلفة الأزمان
وأفتش عبثا في ذاكرتي
ليل نهار
عن ذات لا تنفك تروغ
وباستمرار
تهرب مني
ويلي ويلي لم ترمقني ؟
ماذا أملك هل تخبرني ؟
ماذا أفعل ، ماذا أصنع ؟
أدري حقاً وبلا شك
أن السير بلا أقدام ٍ
قد يوصلني للهذيان
قد يجرفني رغمًا عني
خلف حدود الواقع ِ
نحو مجاهلَ
خارج خط مساراتي
قل ماذا بعدُ كفاني الآن
إني قد ضقت من الإذعان
فعيونك أمواج محيط
يغري بالدفء وبالتحنان
يبتلع رفاتي وهشيمي
في غيهب حزني يذروني
قوقعة فوق الشطآن
ما همك لو أقضي قهرًا
ما همك لو أمكث شهرًا
عامًا أو بضعة أعوام
أنتظر نهارًا لن يأتي
لن يبعث من مقبرة ظلام
يضنيني السهد ولا تدري
أني لا يغمض لي جفنان
أني أصبحت بلا وطن
أني أمسيت بلا عنوان
أن تبقى أو أن لا تبقى
سيان بنظري سيان
أن أشقى أو أن لا أشقى
سيان عزيزي سيان
فاخرج من فلكي ومداري
وبلا استئذان
صدقني ما عدت أبالي
قد برؤ القلب من الإدمان
أصبحت جليدًا لا يصهر
لن أخشى سحرك بعد الآن
بقلم
آمال محمود كحيل

أول حــــب وآخــــر حـــــب
وخلاص هقفل بـــاب القلب
ياللي سقيتني المــر ليـالي
كــرب وهـم وحـيرة وغلب
ليـه بتــلاوع قلبي تمللي ؟
وتحــيره بين بعــد وقــرب
إنت العشق ف نظرك لعبة
حتى كلامـك كدب ف كـدب
أنا ماقدرشي أكون غيرنفسي
ولا بافهمشي أصـول اللعـب
عيش أوهامك وحدك وابعــد
عمر الحب ما كان بالغصب
وان فكرت ف يوم ترجعـلي
تبقى اخترت الدرب الصعب
مـوش هاتسامح وياك تاني
دا مافيش بعد خـيانتك ذنب

بقلم
آمال كحيل

أنا ما اخترتش
بقــلم
آمال محمود كحيل

أنــا ما اخـترتش أبعـــد عــنك
ولا كـــان ودي أخــيِّـب ظنــك
جـرحي ف قلبي لسه واجعني
صعـبت نفسي عـليَّه تخـونني
هنت عليك تغـــدر وتبيــعني ؟
دانا شـايلاك في العين والنني
تلعـــب بيه ، وتقســى عليـــه
دانت يا غـــالي أغلى مـا ليَّـه
خبيت دمــعي جـــوه عــينيــه
وداريت حزني لكن فاض بيه
أرجــوك تبعــد أرجـوك تنسى
إني انــا لـيك ، أو إنــك لـــيَّه
بينا عــذاب ودمـوع وأمــاني
تــاهـت بين عــتمـــة ليــاليـَّه
بينا المـوج وبحـور ومــواني
وهــموم راحـت وهموم جاية

أنــا باعــترفـــلـك إنــي خــــلاص
ما بقيـتش احـــبك يا ابن النــاس
ولا لــو للحــــظة هافكـــــر فـــيك
اشـــرب ودوق من نفس الكــاس
زيــك بقـــيت ، باكـــفـر بالحــــب
ولا عادشي شــيء بيهــز القلــب
لا هـمســـة بـتــلامـس إحســـاس
ولا بعـــــد بيـأثـــر ، ولا قـــــرب
ولا عمري هاشتاق سحـر عينيك
ولا يــوم هاطاوع شــوقـي إليــك
هانسـى الوفـــا ومعنى الإخلاص
أنـا قـلبي ما بقــاش مـلك إيـديـك
تـغـدر ، تخـون بقى شيء عـادي
إشمــعــــنى جــــت ع المــــرادي
وبتعـــترفـــــلي انـــــك قــنـــاص
شـــرعــك وقـــلت إنـــك راضــي
ومـا دام بقـيــت خــــاين غــــدار
إيـــــاك تلـــوم زمــنك لـــو جــار
شـرع الإله يا ثــواب يا قصاص
ويـا إمـــا جنـــة ، يـا إمــا النــار
تعــرف كتــير غــيري وتعشـــق
تكـــدب وتخــدع ، إيه تفــــرق ؟
كـل الكــلام دا ان كان له أساس
تحــلفــلي ليه ؟ قــلــبي مصـدق
عـارفــاك مــلاوع عـــارفة كمان
إنــك عنـــيد ، ومالكــشي أمــان
لـــو كنت فـاكـــر قلــبي مـداس
تبقى انت كــده ســـتين غلطـان
بقلم
آمــال كحــيل

صدقيني
زي حضنك موش بالاقي
احتويني
واحتوي عمري اللي باقي
محتاجالك
وانتي ينبوع الحنان
مشتاقالك
يا حبيبتي من زمان
حسسيني
بالدفا بلحظة أمان
واحضنيني
قلبي حاسس بالهوان
قربيني منك اكتر
واسمعيني
وامسحي دموعي اللي سالت
من جفوني
كوني جنبي يا حلم عمري
ثانية واحدة لا تسيبيني
خايفة يوم لتغيبي عني
بين آلامي تتركيني
طمنيني
قولي إنك موش هاتمشي
أودقيقة تفارقي عيني

بقلم
آمال محمود كحيل

مــوش باحــبك قلتهـــالك
وف عـيوني الحـزن باين
ايـوه باكـدب غصب عني
والله جــوه القلب ســـاكن
كل نبضــة تقــول بحـــبك
رغــم إنــك كــنت خـــاين
سيبتني لحيرتي وعـذابي
فتـني لشـــكي وظـــنونـي
وادعــيت حــبك لغـــيـري
لاجل ما تقـيد نار جنـوني
مانت عـارف ان غــيرتي
نقطــة الضعف اللي فيـَّـه
ليـه تبـص لحــد غــيري
أو تغـازل واحــدة تانيــة
لو صحيح همك سعادتي
يبقى ليــه
بتهين مشاعري ؟
ليــــه بتتسـلى بعــــذابي
ليـه بيغريك فيَّه صـبري
إني أتحمــــل قســـاوتـك
م النهارده ، صعــب جــدًا
إنـي أتحمــــــل جنـــونـــك
مستحيل مبقاش دا ممكـن
جي تقــول دلوقتي نرجــع
لا حبيبي ما عادشي ينفـع
مـوش عشــان
م بقيتش احبك
لا عشان ما بقتشي أقــدر

بقلم
آمال محمود كحيل