الاخوة والاخوات
لاشك أن كل واحد منا صادف موقفا فى حياته قد اثر فيه وأحزته...أو ربما أدخل السرور على نفسه..أو ربما كان موقفا طريفا أضحكه..وربما أيضا كان موقفا لعب دورا كبيرا فى تغيير اتجاه حياته
فليت كل منا يكتب لنا عن هذا الموقف ونوعيه وكم التأثير عليه
ومسموح أيضا بالدخول لاى منا ليتحدث مع نفسه فى أمر شغل تفكيره أو أمرا يريد فيه النصبحة أو حتى يدخل ليتحدث مع نفسه بصوت مسموع فى اى موضوع
وها أنا ذا أبدأ بنفسى بالحديث عن موضوع أثر فى نفسى وكلما تذكرته حزنت جدا
أغتيال عصفورة--------------
كنت وقتها فى سن المراهقة وكنت امتلك بندقية صبد (رش)
والحى (حى المهندسين) كان وارف الظلال بالاشجار على جانبى كل شارع
فحملت بندقيتى وخرجت لاصطاد
وجدت عصفور وعصفورة فى حديقة المنزل يقفان على غصن شجرة فصوبت بندقيتى لاحدهما
وقد كنت بارعا من يومى فى القنص وراثة عن ابى رحمه الله الذى علمنى كيف امسك بالندقية وكيف اطبق قاعدة التنشين....حتى عندما أن أصبحت بعد ذلك ضابطا بالجيش كنت قناصا بارعا وساعدنى ذلك فى دخول مسابقات على مستويات مختلفة وحققت نتائج جيدة جدا مع الفريق الذى كنت ادربه
المهم..نعود للموضوع صوبت البدقية وخرجت الرشة فأصابت العصفورة الانثى فى مقتل ووقعت على الارض
تقدمت نحو العصفورة الصريعة وياهول ما رأيت
رايت العصفور وليفها يهبط على الارص ويقف بجانبها ويرفرف بجناحيه ويطلق اصواتا تنم عن انزعاج بالغ وشعرت أنه يقول لوليفته :
هيا انهضى وطيرى فالصياد يقترب منك...هى انهضى...هى انهضى الصياد اقترب كثيرا
والاعجب من ذلك كله انى اقتربت جدا جدا من العصفور المكلوم وهو لايهابنى ومازال يبذل المحاولات على امل ان تفيق المسكينة وتطير معه
أقتربت كثيرا جدا منه وهو لايبالى..لقد اصبح العصفور قريبا من متناول يدى ويمكنى أن امسك به حيا..فى اللحظة التى هممت ان أمسك به طار المسكين ولكنه لم يبتعد ومازال يناديها هى انهضى...ولكن لاحياة لمن تنادى أيها المسكين وكانت هذه اللحظة هى اخر عهده بوليفته
لم أتأثر كثيرا بهذه الواقعة فى وقتها ولكنى لم أعلم انى سأشرب من نفس الكأس الذى سقيت منه العصفور المكلوم يوما ما
فقد مرت السنون ودخلت الكليةالحربية وتخرجت وخطبت بنت الجيرات وعشت معها 6 سنوات هى الاروع ..هى الاجمل .. هى الحياة نفسها
وفجأة تقع الزوجة على الارض وانقلها الى المستشفى ويأمر الطبيب بان تدخل الى غرفة الانعاش فورا لانها تعانى من نزيف فى المخ ...واناجيها هيا ياحبيبتى انهضى ..لاتستسلمى لموت...هيا انهضى
ولكن هيهات هيهات فقد خرجت الروح الى بارئها
ماتت وليفتى وفارقتنى...تماما مثل ماحدث مع العصفور الذى أغتلت وليفته
ووقتها فقط شعرت بكم الحزن والالم الذى عانى منه هذا العصفور
والله الذى لااله الا هو اكتب كلماتى وانا احاول منع عبرات تريد ان تنسكب من عينى
لست أدرى أهى على وليفتى او على نفسى أو على وليفته أو على البؤس والشقاء الذى سببته انا له
* * * *
ياريت ياطبطب تثبتى الموضوع علشان كل واحد يدخل يفضفض ويقول كل اللى فى نفسه