ديوان الشاعرة / د. آمال كحيل

فهـل قـد أوجـزت ليلـى ؟

إذا كــان الـهــــوى رجــلاً
فدعنـي أعـشـق الـرجــــلا
وأكـتـب فـيــه أشـعـــــاري
قصـيـدًا كـــان أم زجــــــلا
وأسـكــن فـــي حـنـــايــــاه
وأهـتــــف مـرحـبًـا أهـــــلا
بوجه الصبح يهـــــدي لـي
ضيـاء الشمـس والـظـــــلا
وبالطيـف الــذي يـشـــــدو
لـــــه قـلــبــي إذا هــــــــلا
ودعــني أنـتـــقي لــغــــــةً
أجـســدهـــــا لـــــه أمـــــلا
وأنـثـــرهـا عـقــــودًا مـــن
ثـغـــور الـــورد أو فــــــلا
بعطـــر الشــوق تسبقـنـي
إلـيــه تـعـــانــق الـطـفـــلا
وتـطـــبـع قـبـلــة حــلــوة
فــيـــزهـــو قــلـــبــــه دِلا
أحــبــك قـلـتَـهـا يــومًـــــا
حــروفـًا زلــزلــت جـبــلا
أثـارت صمــت أشـــواقـي
وعـَرَّت لهفتـي الخجـــلى
فسـالـت دمعـتـي جـمــــرَا
وهـتـف القـلـب مبـتـهــــلا
أيــا نبـضَـا يـتـــوق إلـيـه
وجـدانـي كــــفى مــهــــلا
أنـا مـا زلـت عصـفــــورًا
يـخــاف المـطـــر والبـلـلا
أنـا فـي الـحـب عاشـــقـة
تهاب الهمـس والـغــــزلا
وتخشى البحر والأنـــواءَ
والـفرســـان والـخـــــــيْلا
إلـيـك تسـافـر الأشــــواق
والآهـــــات بـــي ثـمـــلى
بحـب ثـــار فـي صـــدري
ومــا أبـقى لـــه حـِيَـــــلا
فـكـم حـاولــت أن أنـسـى
هــواك فضـاق بـي جــدلا
وأحـكــم قـيـــده حـــولـي
بـعـاطــــفــةٍ ولا أحـــــلى
فيا رجـلاًعـن الـوجــدان
مـا ولــًّى ومــــا رحـــــلا
أما أصغـيـت للـشـطـــآن
يضـحك موجـُهـا جــــذلا
وقــد أودعـتـهـا ســـري
فـطـرب الـمـوج منفـعـلا
أحبك قلتها لليل للأصــدا
فِ لــلأزهـــــار لـلـدفــلى
عـلـى شــفـتيَّ أحــــرفـها
غــدت كالـوشـم لا يبـلـى
فبــوح القـلـم لــم يطـفـئ
لهـيـب مـشــــاعـري كـلا
أحـبـك هـــل تـــرى أنـــي
ضـنـنـتُ بقــــولـهـا قـبـلا
فهـاك القلـب قـــد أوحــى
بإحساســـي الــذي أمـلـى
أنا أهواك أعياني السكــو
تُ ولــــم أجــــــد ســبــلا
أحـبــــك أنـــت لا غـيـرك
ويـكـفـــيـنـي إذن قـــــولا
سيبقى الحـــب فـي قلبـي
ولــن أرضـى بـــــه بــدلا
كـنــوز الأرض قـاطـــبــة
فحـبـك عـنـــديَ الأغـلــى
بريق الشـــوق في عينـي
كـجـمـــر بـــات مشـتـعـلا
لئن كـان الهــوى قــدري
فقد وطـئ الهــوى سهـلا
أحـبــك أنــت يــا قيـسـي
فهـل قـد أوجـزت ليلـى ؟

بقلم
آمال محمود كحيل

وهــــم الـحــب
بقلم
آمال محمود كحيل

أطفىء قناديل الهـوى مــات الهــــوى
واسكب على أشلائــه الدمـع السخـين
وامـض الهوينـى لا تفكــــر في الــذي
بالأمس ضاع فلن تعود بنــا السنــون
لا تنغــمـس في الذكـــريــات فــإنـــها
أضحـــت ســرابًــا دونــه ليـل حــزين
قد يسـتميــلـك ذات يـــــــوم طـيـــــفه
أو يستحــثـك للــرجــــوع له الحـنـين
فاذكــر زمانـًا قــد أضعـــت به ســدىً
أحلى ليـالي العمر فـي تيـــه الظنــون
هـــل للعــذاب أراك تســـعـى واهمــــًـا
أم للهــــوان ولارتعــاشــات خــــؤون
اصــبرعـلى فـقـد الحـبيــب أتشـــتري
بالكبــريــاء رضــــاءه حــتى يلـيـن ؟
*******
مــا انفـــك يغرينــا بعــذب وصـــالــه
حتى احتسينا السمَّ مـن كـفٍّ حنــــون
وعشقته دهـــرًا فهـل صـان الهــــوى
ونـظمــــته شعــرًا بليـل الحــائــــرين
فاخـتــال مزهـــوًا بثـــــوب غـــروره
يبدي الصدود ليبتلي صبـري اللعــين
يــا قلبي المـوجـــوع كفـكـف دمعــــة
قد أغــرقتني معــك في يم الشجــــون
هـــيا بنــا نسـلــو هــــواه فـلــم يكــن
يومًا ليسخـو وهـــو ذو قـلــب ضـنين
مـــا كـــنت فـــي عـيـنـــيه إلا دمــــية
فإذا انتهى منها انتهـت معها شــؤون
ضمــد جراحـك وانصـرف عـن حــبه
أســدل على الماضي ستارًا من أنــين
سقــط القنــاع وقــد بـــدت من خلــفه
شمس الحقيقة كيف تنكـرها العيــون
***********
رحـــــل الهــــوى لا تمـكـــثنَّ بظــــله
لا تأمـــلنَّ بأوبــــة لــــو بعـــد حـيـــن
العمـــــر يمـــضي فاغـتـــنم أيـامـــــه
متجمِّلاً بالصــبر وارض بمــا يكـــون
واطو الجنــاح عــلى همومك واستكن
قـــد يبـــرئ النســـيـان آلام السنــيـن
قــف هـاهـنا وانظــرمــعي كــم قصــة
كــانت نهـــايتــها فـــراق العاشقــــين
مــــا بيــن هجــــر وانتظـــار يـائـــس
وتــــــأوهٍ ومـــــرارةٍ وأســــىً دفــــين
لا تـبكـــــه حــلمــًا تبـــــــدد سـحــــره
أواه يـــا قلبي أفـــــق هـــــذا جنـــون
وارحــل فمـــا يجــدي بقــاؤك هـا هـنا
تصغي إلى الأصداء في عمق السكون
مــا الحــب إلا بعـــض أوهــــام فهــــل
تجــري وراء الزيف بحثـًـا عن يقــين
؟

ألا تحنو يد الساقي ؟
بقلم
د / آمال كحيل

هلــــمَّ إلــيَّ يـــا رجــــــلاً
أثــــارَ هـــواهُ أعــمـاقــي
هلـــــمَّ إلــيَّ يــا قمــــــرًا
أضـــاءَ ســــناهُ آفـــاقــي
هـلـــــمَّ فإنـنـي ظـمْـــــأى
وجـافى النـومُ أحـــــداقي
فهل تحنــــو على صَـــبٍّ
مهـيض القـلـبِ مشـــتاق
ليـــالي البعــــد أضنــــتهُ
وقـــد ضـــنت بإشــــراق ِ
ألا يـــــا حــــلـمَ أيــامــي
صـددْتُ جمــيعَ عشــاقي
ولــم أحفــــــلْ بإنســــان ٍ
سـواك وصـنتُ ميـــثاقي
أسرْتَ القلـبَ من شغـفٍ
فـلــم يأمـــــلْ بإعْـــــتاق
يئنُّ الشوقُ في صــدري
ودمعــي خــيرُ مصــداق ِ
فسـلْ عينــيََّ هل غفتـا ؟
وســـلْ قلـمي وأوراقــي
وســـلْ قمـــرًا أسامـــرهُ
ويـــرمـقـــني بإشــــفاق
وسـلْ جرحًــا يعـــاودُني
إذا مــا طــالَ إطــراقـــي
وهاجت بي بجوف الليل
أحــــزانــي وأشـــواقــي
وفـت الوجـــدُ أوصــالي
وهـمَّ اليــأسُ إغـــراقـي
أحـبـك كــيفَ لـي أهـــدأ
أراك أبحْـــتَ إحـــراقـي
حــنــانــكَ روِّ ظـمــآنـــاً
ألا تحنــو يــدُ الســاقـي
وتطفـئُ نــارَ حـرمـانـي
بعذبِ هــــواكَ تـريــاقي
أخـــاف الظــمأ يقتلـنـي
فتهـــوي كـــل أوراقــي
وتــذوي زهــرة الحــبِّ
فـلا تحـظـــى بإغـــداق ِ
هــــلـمَّ إلـيَّ لا تــــذبــح
بسـيف الهـجر خفــاقي
وهــاتِ الكأسَ ممتلــئاً
بطيــبِ حنـانـكَ البـاقي

أأقول شكرًا ؟

بقلم

آمال محمود كحيل

هــــل لي بذكــرى مـنك كانــت وردة
أهديتنــــــيها ذات يــــــوم مـــاطــــر
أو بعض أحــــــلام نسجـت خيـوطها
في مـــقلتي بحــضــن لــيــل ساحــر
أو خاتمـــا ألبسـتنـــــيه وقـــد مـضى
دهـر علـــيه فلم يفــــارق نــــاظـري
قــد كـان أمس على هـــوانــا شاهـدا
واليــوم أصبــح رمـــز وهــــم دابــر
هـــون عـليــك فمــــا أردت بقــــاءه
في إصـبعـــي إلا ليلـــهب خــاطـري
ولكــي يذكـــرنـي بشـخص عـــابـث
أحـــببتــــه فـأهـــان حـس الشــاعـر
هــــذي قصــاصـات كتـبت ولم تـكن
تعني بها غــير اصطيــاد مشـاعـري
فـلتحـتـفـــظ بحــروفهــــا أو ألقــها
في اليم مع ذكـــــرى جـــنون عـابـر
وإلـيك صورتــك التي قــد أضـرمـت
في الصــدر أشواق الزمـان الغـــابـر
وصدى لحــون كم عشـقت سماعها
لانت لها أعطـــاف قلـبي الطـــاهــر
خــــذها ولا تســأل لمـــاذا لـم أعــد
كالأمس أو لم قد قصـصت ضفائري
ما عــــدت كالأطفــال أحـلم بالدمـى
وبقصـــة تــــروي فضـــول الحائـر
ودعـــابة عــــند المســـاء وضحكة
أو قــبلـــة فـوق الجــبـين الســاهـر
ما عــدت أحتمل الهــــوان فلا تــلم
إن ضقـت ذرعا أو أطـلت أظـافـري
أنـت الــذي أصـــدرت حكـم إدانـتي
وطعنتني في الحـب طعــنــة غــادر
أأقول شكـــرًا إذ قـــتلت بــــراءتـي
ونسـفــت أحـــلامي بقـــدرة قــــادر
أم ألــف شكــــر إذ أبـــنت حــقيقـة
غابت طويلا عــن مـدارك ناظـــري
قد شئت في الحب امتهان كـرامـتي
وأردتني للمـــوت أســلــم طـائــري
لا تعـــتذر قــد كـــــان ذنبــي أنـني
صدقت وهمي ، يا لحـظي العـاثـــر
اليـوم أقـــــرأ فـي عيونــك قصـــتي
وعلى الشفـــاه أرى ابتسامة ساخـر
فاجهــــر بما تخـفي فلست معاتبًــا
واكشف قناعك في وضــوح سافـــر
وأهنأ بما حصـــدت يـداك مفاخـــرا
إني وعـــيت الآن حجــم خسائــري
الحــب كـان خـــطيئتي وجــريمـتي
لولاه مـــا كــنت اقترفــت كبائــري
دعــني وما أورثتنــيــه من الأســى
لا ترج صفحًا مـن فـــؤاد عــــاقــر
وأعـــلم بأني لـــن أجــــود بقطــرة
جـــفت ينـــابيعي وكـــل مصــادري
مـاتت بقلبي الذكـــريــات فلا تعـــد
آن الأوان لكـي تــــودع حاضـــري
دعني هنا وحدي أسامــر وحـــدتي
في الظل حيث أردت وأد مشاعـري
دعــــني أمــــزق كل ما كتبت يـدي
يومـــــا وألقي في الجحيم دفـاتـري
وارحل بعيداً عن حـياتي هل تــرى
أني انتهــيت على يـــدي مـقـامــــر

أيا أقلامي لمن تكتبين ؟
شعر
آمال محمود كحيل

أيــــا أقـــلامـي لمـن تكـتبــين
قصـائدَ شعر شجيٍّ حــزين ؟
لمـن تنـــزفـينَ ، لمن تنقلـين
مَشاعِرَ قلبٍ شطرهُ الحنين ؟
لمن ترسِلينَ حُــروفًكِ هَمسًا
صُرَاخًا ويأسًا
ونبضًا وحِسًّـا
صَـدىً من شجُــون ؟
فلا من يـرقُّ ، ولا من يلـين
ولا من يداوي جراح السنين
يجفُّ المـدادُ ، فــلا تصمتين
وأغفــو قلــيلاً ، فلا تهــدئين
فهـل من وريدي دمًا تلعـقين
وهل من دموعي
إذن تشـربين ؟؟؟
أيــا أقـــلامي لمـن تســــردين
حكـايا وأسـرار حزني الدفـين
فهل من فؤادٍ وهل من عيـون
وهل من ردودِ تزيل الظنون ؟
خيـالاتُ وهم ، وأضغاثُ حلـم
كفــاك اختراقًا لحجب السكون
فمن ذا يجيبُ ولــــو بعـدَ حين
وقلبُ الحبــيب لغيــري رهـين
تحـــوّلَ عني ، فهل تفهـمين ؟
وهـل تدركـينَ ، وهل تعقلين ؟
كفاك احتراقًــاُ فمـن ذا يكـــون
سـرابًا تبدّى بصحـراء عمري
وحلمًــا تلاشى ، بليــل ضـنين
مللت احتضاني لنبض خـؤون
فهل تقرئين سطــور اليقـين ؟
وهل تسكنين ، وهل ترحمين؟
حـروفكِ تهوي ودمعاتُ عيني
تسيلُ ، وصدري مـلأه الأنين
وأصمـــتُ يأسًـــا
وفي القلب تذوي
شموعي ويبقى السؤالُ اللعين
لمــن تكتـبين ، لمــن تكتــبين
لمــن تكتـبين ، لمــن تكتــبين
؟؟؟

ولأن عــــيونك آمـــرتــي
أن ألقي بســلاحي أرضًـا
لا حــيلة لـي أن أتمـــــرد
ولأن عـــيونك قــاهــرتي
فأنــا قادمــة كي أوجـــــدَ
للحب طقوسًــا لم توجـــد
ولأن عــــيونك تـاريـخــي
فأنـا آتيـــةٌ كي أعـــــرفَ
في أي زمــان ٍقد أولـــد ؟
فــي أي مكـــــــــان قـــــد
ينبثق الضـوءُ ويتوقــــد ؟
ومتى لعـــيونــي تتجســـدُ
معجـــزة العشق ِ ونتوحـد
وبأيــة لحظــة
من لحظات الزمن المقعـدِ
من تاريـــخ الحب الأزلي
قد يندثــر الحــزن فنسعـد
قد ينتفـض القلب المجـهـد
قد يتحـــول صمــتكَ لحنـًا
أو يتشـكلُ حلمًـــا ، معنىً
أمـلاً بالفــــرحة يتجـــــدد
ومتى يصبح قلـبك بيتي ؟
قفصًا لا أتـوانى أو أتـردد
أحبس ذاتي طوعًـــا فيــهِ
أقضي أجمــل عمري فيهِ
أحـــيا فيـــه وأدفــن فيــهِ
وأبعـــث فيـهِ ولا أتمـــرد

!
بقلم
آمال محمود كحيل

هو الحلم مــــات على ساعديك
هو الصمت أضحى بديل الكلام
فلا أنت أنت ، ولا لست تقـوى
على أن تعــــيد حكــايا الغــرام
أرى القلب تاهت خطاه الثكالى
بدرب الفراق ، وعم الظـــــلام
تكــيل اتهامًـــا .. وراء اتهـــام
وفي جفــوة قــد رشقت السهام
وهـذي جروحــي على كل درب
أسالت دمــايا بســيف انهــــزام
لك الله يـا قلـب لا تبــك حلمًــــا
أراه انتهى كيف تبكي الحطام ؟
فهل راودتك الأمــاني بريــهة ؟
وهــل سامرتك الشؤون العظـام
وهل لامست في الحنايا حروفي
فؤادا سقــاني شـــديد المــلام ؟
بكأس رجـــوت بـه لي شفـــــاءً
فأردى فؤادي ، وخاب المرام ؟
ومثلك يقســـو ، ومثليَ يعفـــــو
وهــــا قد أتـيت ، أروم الســـلام
وهــــا أنت تلــوي بجيدك دلاً !!
وأوصـــدت بابًا بوجـــه الغــرام
لمــاذا عشقتك يبقى الســــــؤال
لماذا أعاني الجــوى والهــيام ؟
وقـد صـرت ذكرى بعينيك مـاتت
فمن ذا الذي اغتال سرب الحمام
وشـــتت شملاً ، وأهــــدر دمعًــا
وزكى حــريقـًا ، ورام الخصام ؟

بقلم
آمال محمود كحيل

قبيــــل الرحيـــــل
شعــــــر
د/ آمال محمود كحيل

أطـلت ابتعـــادًا وأشعــلت نـــارًا
بصـدري وأرهقـت مني الجنــان
وما الصبر يجدي وقد هـز قلبي
من الشـوق ريـح وضاع الأمان
وإنــي أمــني فـــؤادي بقـــــرب
ولكــن أخـــاف انقضــاء الأوان
فجسمي سقـيم غــزاه الشحـوب
وعـين المنـــايا تجــوب المكـان
فهـل تسعد الـروح قـبل الرحــيل
بوصـل وتسخـو ببعـض الحـنان
وإن مِــتُّ فاقـــرأ عــليَّ الســلام
وقـــل للأحـــبة شــاء الزمـــــان
ولا تــبك بعـــدي ولا تنـس أنـي
قضيت اشتياقـاً ومــا كـان كــان

!

من بين رفاتي وحطامي

بقلم
د/آمال محمود كحيل

من بين حطامي
أخرج
أتقيأ حزني فوق رصيف العمر
ألفظ أحلامي
وبقايا ذكرى منسيَّة
احتلت عقلي يومًا
في زمن القهر
من بين رفاتي أخرج
أتحرر من قيد الصمت
يعلو ثانية صوتي
كنقيق ضفادع
تتناوب ضفة نهر
أين أنا؟؟
أتساءل حيرى
والخوف يجيب
إحساس ما يتأوبني
أنظر حولي
والأفق يغيب
أشعر أن الأرض تدور
وأن عيوني تغرق في فلك مسحور
وأن الرعب يسير
بلا قدمين
كأشباح في الدرب تلوب
أسأل نفسي ماذا يحدث
وأنا أين ؟؟
يبدو الأمر
كأن الوقت تجمد حقًا
في ذاكرتي
منذ شهور
وكأن هنالك جسد ما
سوف يضعه
رحم الكون العاقر
بعد ثوان
ماذا الآن؟؟
ماذا الآن؟؟
أهرب من خوفي
أجري أعدو
مثل الريح ولكن
أنزلق وأسقط
أصرخ آه
يلفظ شرياني دمه
في استحياء
تنزل قطرة
تلو القطرة
تتجمع حتى
تصبح بقع دماء
ويموت بريق في عينيَّ
يذوب سناه
ألمح نفسي فوق مرايا يأسي
ظلاً لامرأةٍ
شاحبة اللون
وبلا أي ملامح
أسألها من؟ هل أنت أنا؟
وأنا من؟
أأنا والدة الطفلة
تلك المولودة
من رحم الكون ؟
أتحسس قلبي ، عجبًا نبضي
لم يتوقف
وجراحي لا زالت تنزف
تبكي ، تعزف
وتدندن أغنية الموت
وثم البعث
وثم البعث
وثم الموت
تطرب أذني
لصدى اللحن الساري العذب
يطرد أشباح الصمت فتغرب
أرقص في جذل وحبور
كفراشات النور
أنظر ثانية في المرآة
كما البلهاء
يتحول وجهي في ثانية
لملامح امرأة حسناء
في عينيها ومضة فرحة
بين يديها أملٌ
حلمٌ وُلد اللحظة
يرجف قلبي
يصرخ نبضي
أصحو فجأة
ألمس في حذر وجهي المرهق
أقرص خدي كي أتحقق
أني لست بميتة
أفتح جفني رغمًا عني
وخيوط الوسن تعانقني
أشرب فنجان القهوةِ لكن
لا يسعفني
أنظر حولي
جذلى ببزوغ الفجر
ألمح قوس المطر
يداعب عيني
أبتسم بحب وبفخر
وأمد يدي كي تعبث في
ذاكرتي الضحلة
كي توقظ صور الماضي
فوق سريري ترقد طفلة
ترضع حزني
ما أجملها ، ما أروعها
وهي تغط بشبه سبات
ألمح في معصمها طوقًا أبيض
نقشت في صفحته
بعض حروف تغزل اسمًا
اسمًا ما
أيكون حياة ؟
أتراه يكون؟؟
وأحاول جاهدة
أن أتذكر شيئًا يا سبحان الله
يتسع الثقب رويدًا فرويدًا
أشعر أن الأرض تدور
وأن الكون يدور
وأن الوقت تجمد
في ذاكرتي منذ شهور
وأن هنالك في أعماقي
نبض آخر
ودمٌ آخر
ومواتٌ ينتظر حياة

هذا المساء مختلف
بقلم
آمال محمود كحيل

1

علي أن أعترفَ أني
لم أعد كالأمس
شيء بصدري اليوم مات
جرحٌ عميقٌ أنتَ صرتَ
ودمعة في العين
حلمًا تكسر مثلما
تتكسر الأشياء
وعلامة استفهام
وصدى حديثٍ لا أعي
كيف ابتدأ
كيف انتهى
وكأن شيئًا لم يكن
وكأننا رغم الألم
نستعذب الجراح والبكاء

2

هذا المساء مختلف
أحسست أني لم اعد كالأمس
أحسست بالخوار والتعب
غادرت غرفتي
وشربت قهوتي
وبلعت غصتي
ومسحت دمعتي
وكتبت عبثًا يا صديقي قصتي
وبين صفحات الكتاب
بحثت عن أشلاء وردة
ولم تكن هناك
ما أصعب الغياب

3

هذا المساء
قررت في غضب
أن أستدير وأنسحب
وأترك الأشياء ها هنا
وأمتطي حزني ولا أعود ثانية
قررت أن أبقى هنا
في الظل وحدي مثلما
قد كنت قبل
أن أرتدي حزني ولا
أفوه حتى لو بحرف
قررت ألا أعشقك
وذبحت شوقي يا حبيبي
في الوريد

4

هذا المساء
أعلنت عصياني عليك
عليَّ ، وعلى كل شيءٍ
كان يربطنا معا
قررت أن أتوب وأستريح
ورميت كل قصائدي
وصرخت لا
أنا لن أحبك من جديد
أقسمت أني لن أعود
ولن أتوق إلى جنونك
هل فعلت ؟
أواه يا ضياعي ما استطعتُ
فلا مجال

5

هذا المساء
سألت نفسي في استياء
ما الذي قلناه ؟
ماذا قد فهمتَ
وما الذي قد اكتشفت
ولم أحر جوابا
هذي المسافة بيننا
ممتدة ما بين كبري وقسوتك
ما بين قهري ودمعتك
وحدودها ضعفي ، جنوني
ورغبة أكيدة
أن ينتهي هذا المساء
كل شيء
!

تذكر يا حبيب
أن كبريائي العنيد
عدوك الوحيد
وأن كل مشاعري قد تنتهي
بصلفك العتيد
وأن ما زرعت في فؤادي
من حنين
وكل ما قد شب في قلبي الحزين
من مشاعر صادقة
أو من أمان واعدة
قد تموت وتختفي
وإلى الأبد
فكل شيء قد يكون
بغير معنى
كل شيء قد يهونُ
إذا خدشت الكبرياء
تذكر جيدًا حبيبي
أن من شيمي الوفاء
وأن نار العشق يطفئها البرود
وأن عنفوان الحب
قد يصير إلى انتهاء
وأنني
لا زلت أؤمن بالعطاء بلا حدود
لا زلت باقية على كل العهود
لكنني
أبيع كل شيء بالجفاء
إذا خدشت الكبرياء
تذكر جيدًا حبيبي
أن قلبي
مثل كأس من زجاج
مثل مرآة إذا
شرخت
فصعبٌ أن تعود ثانية
ومرة أقولها ... وثانية
أني لأجل كرامتي قد أبتعد
قد أستطيب الموت حزناً أو كمد
ولا أعود إلى الوراء
وأن قلبي قد يصير في الهوى
كبش الفداء
وأنني في لحظة وثانية
أصير مثل قطةٍ متوحشة
وقد أناصبك العداء
إذا امتهنت مشاعري
أو إن خدشت الكبرياء

بقلم
آمال محمود كحيل

هنالك أنتْ
في مساحات جرحي
وعلى حدود مدن الصمتِ
في بسمة فرحي الغائبِ
في متاهات السرابِ
وفي قلبي اليبابِ
هنالك أنتْ
يا من شيدت ما بيننا
ألف سور وسور
يا من أقفلت في وجهيَ
ألف باب وبابْ
وسيجت قلبك بالأشواك والصبار ِ
وشرنقة العذابْ
هنالك أنتْ ، وأنا هنا
ما بين أروقة الضباب
أفتش عن دموعيَ في انكسار
وعن كلمات لوم ، أو عتاب
كل الحـروف تبخــرت
كل المشاعر أدبــــرت
وبقيت وحدي هـا هنـا
ما بين أحلامي العِذاب
لا تنتظرني لن أعـــودَ
فأنت بعض من سراب

بقلم
آمال محمود كحيل

وأنت ماذا قد تكونُ
وقد لفظتك من غدي
من حاضري
من دنيتي من ناظري
هيا ارتحل
ما عاد في قلبي مكان يحتويكَ
فلا أمل
ما عادت الأنهار تسكب
ماءها ، عز المطر
لا تنتظر ما لا يجيءُ
فلن يجيء
قد مات حبك في فؤادي
منذ دهــر يــا صـــديق
ما بيننا علت الجسورُ
فكيف تحلم بالوصول ؟
يا أيها القاسي الجسورُ
أراك تهوى المستحيل ؟
لا لن أعود فأنت
في عينيَّ صحراء يباب

بقلم
آمال محمود كحيل

أنت والماضي
وآلاف المعاني والصور
وخيوط حلم قد تنامى
في الحنايا وازدهر
أنت واللقاء يا حبيب والقدر
ودمعتي الخؤونُ
وغصــة الأنين ِ
ولحظة الوداع والتنائي والسفر
ووجه طيف لم تغب
قسماته
وقوس قزح خطه
دمع المطر
ووخزة الحنين والتأوه والسهر
وقسوة البعاد والملالة والضجر
والليل والسهاد والمرايا والقمر
أنت والسرابُ
والزمان والمكان
ولهفة الحضور والإياب
وقسوة الغياب
ووحشة الفراغ والضياع
والحزن المعشش والضباب
--
أنت يا وجهًا يعاودني
ويمنحني العذاب
أنت يا طيفاً غفا بين الجفون
لا زال يغريني بأحلام عِذاب
يا نبضة ً
تجاوزت بالروح أبعاد الوجود
وبددت حولي الظلام
وأدفأت قلب الجليد
ستظل في الأعماق ذكرى حية
أملاً عزيزًا
جذوة لن تنطفئ
لن تستحيل إلى رماد
سيظل رسمك في عيوني ماثلاً
رغم البعاد
ويظل حبك في عروقي نابضًا
حتى الأبد

بقلم
آمال محمود كحيل

يا سيدي ، هذي يدي
وأنا هنا
أشتاق قلبك يحتوي
حزني المرير
أقبل إذن ، وارسم غدي
واكسر جدار الخوف في
قلبي الكسير
إني أنا القادمة من عصر الألـم
قد شوِّهت في ناظري
كل المبـــادئ والقـــيم
وتلوثت بالزيف ِأعطاف الضمير
فاغفر جنـوحي للمـلالة والفتــور
واعذر جموحي فالمشاعر بي تمور
إني أنا الهاربة من ظلم البشر
في فلك حـزني منذ أعوام أدور
وأراقـب الأيـام في بطء تســير
وأراقب الإعصارَ يقتلع الجذور
لكنني مـا زلتُ أحـــلم بالكــثير
ما زال في قلبي بصيصٌ
من أمـل
وبه سأنزعُ كل أغلال الملل
وأذيب كلَّ شــرانق اليأس المـرير
سأكون معك ولن أكل من المسـير
مـا زال حـبك غايتي أملي الكبــير
ما زال وجهك قبلتي حلمي الأثيـر
فامدد يدًا لي ترسم الدرب الجديد
وتحـــرر القلب المكــبل
بالسلاســـل والقيـــــــود
عينــاك لي طـوق النجاةِ
ومــركبي فقد الشــــراع
وأنا هنا ما زلت أبحـــثُ
في دروبي عن مضــــاع
كـن لي دليــــلاً
قبس نــور ٍ ، أو شعــاع
به ألتقي بــــــر الأمــــان
به أتقي شـــبح الظــــلام
به أستطـــيع السير قدمًا
للأمام
كن فارسي ، كن حارسي
كــن لي وجـــاءً
من أعاصير الزمان

بقلم
آمال محمود كحيل

كيف استطعتْ
أن تســــرق الآمــال من
قلبيَ البـــريء ؟
وعلى جراحي النازفـــة
أن تنثر الرمـاد والتراب
وحرقة الغيــاب والمرار
والملــح والبهـار ؟
كيف استطعت أيها الجـريء
أن تنزل السـتار في هــدوء
لتنتهي حكـــايتي معك ؟
كـــيف اســـتطعت ؟
أن تشعل الحريق ؟
أن تترك العــذابَ يعصر أضلعي ؟
والذكرياتُ تقض ليلاً مهجــــعي ؟
وهموم أمسي وارتعاشة مهجتي ؟
وعيــــون حــزنـــي
وهي تسكب أدمعي
أو ما أثارت أدمعــــك ؟
كيف استطعت بقسوة ؟
أن تغمد السكين في قلبي وترحل ؟
وكيف لـم
تبصر دمائي وهي تنزف من ألم ؟
والقلب يأبى أن يصـدقَ
أن وجهك قد أفــل
وأن حبك قد تلاشى
من حياتي مثـل حـــلم ؟
كيف استطعت ؟
أن تقتل الأمل المسافرَ في العيـون ؟
أن تشعل النيران في قلبي الحزين ؟
أن تركل الذكرى ، وتغتال الحنين ؟
كيف استطعت ؟
أن تئد قلبي تحت أقدام الظنون ؟
أن تجهض الماضي الجميلَ
وكل أحــــلام الســـنين ؟
كيف اختفيت بلا وداع ؟
تاركًــا إيــاي نهبًـــا للضــــياع
تجتـــاحــني حــمى الصــــــداع
وأنـا أتمتمُ في ذهول وانصياع
كيف استطعت ؟
كيف استطعت ؟
كيف استطعت ؟
؟
بقلم
آمال محمود كحيل

قـــالت يــــا هـــذا صــدقــــني
مــــا عـــــدت بـحـــبك أتأمــل
فاتـركني وحـــدى واستغــرق
في صمــتك فأنـــا لـن أقــــبل
أن أصبـح رقمًــــا أو حــرفــًا
في جيب قميصــك يتمــلـمــل
فعســــاك بيــــوم تـــــذكـــره
يا قســوة قلبـك هل يعقــــل ؟
أن أخضـع قســـرًا لجنــونــك
مـــا عـــاد فـــؤادي يتحـــمـل
أترى قـد غــرك بي ضعــــف
ودمــــوع ســــالت كالجــدول
وليـــال كــــنت بهــــا دومًـــا
أنتظـــرك طيــــفاً لـن يقــــبل
قــد ضـقت بظلمـــك يا هـــذا
فاذهب إن شئت إذن وارحــل
سألـمـــلم أحــــزان ســــنيني
وبهمس حنيــني لـــن أحفــل
وســأرغــم قلــبي أن ينســى
حبــًّــا بدمــــائي يتغـــلغـــــل
مـا عـــدت تبـــالي بأنيــــني
وغيـــومك مـا عادت تهطــل
جفـــت أشــواقي مـن ظمــــأ
كــادت أزهـــاري أن تذبــــل
فاتركني أبحـــث عـن نبــــع
يــرويـني بالحـــب فأثمـــــل
وعســـاني أنساك ويـخبــــو
حـــبك فـي قلـبي إن أفعـــل

بقلم
آمال محمود كحيل

لا تقس علي ، وإن تفعـــل

فالأمــــر إذن لــن يتبــــدل
لن تفهــم ســر معـانـــاتـي
وكـذا بهمــومي لن تحفـــل
فاتــركني هيــا يـا صــــاح
مــا عــدت وربـي أتحمـــل
هيا امض فلا أمـــل يرجى
لا تبـك حنــانـك وتمهــــــل
فدموعك لن تشفي جرحي
بالله عليــــك ألا تـــرحـل ؟
ما عـدت أبــالي صـــدقني
ما عدت الفارس فترجـــل
من صهــوة حلـم لا يغنـي
في زمن المــادة ولتســأل
الشــقة من ذا يشــريهــا ؟
إن كنت زواجًـا بي تأمـــل
أسـترجو أمي كي ترضـى

بك زوجًا لي ؟ لا لن تقبـل

وأبي سيقــول لك المهـــــر
قسـط مدفــوع ، ومؤجـــل
فستان العـرس وماكياجي
والعطــر وعقــد لا أجمــل
من يدفـــع كل فواتيــري ؟
بالله عليـــك ألا تعقــــــل ؟
والـراتب لا يكــفي اثنــين
ما بــال الثالث إن أقبـــل ؟
فكـر في الأمــــر فتعذرني
مـــا كان مـــرادي أتنصـل
سيجيء اليـــوم وتنسـاني
في ركـن وحـــدي أتملمـل
أنتظـــر قدومـــك ساعـات

ويجيء الليل ، ولا تقـــبل

فالعمـل كثيييير ، وممــــلٌ
والوقــت قصــير لا يمهـل
والدائن يطـــرق أبـــوابـك
والكــل ســـدادًا يتـــأمــــل
والجيب خــليٌّ من قــرش
هل ظل سوى أن نتسول ؟
فالحال كأتعـس ما يمكــن
والعيشة صارت كالحنظل
وعيــونـك بـاتت تمــقتني
أواه كفـــانـــي أتخـــــــيل
سيموت الحب ولن يبـقى
في القلب سوى نبض أعزل
أتـراك حبيـــبي تفهـمـني ؟
فكر في الأمـر ولا تعجــل
لا تلــم القلــب إذا بـاعـك
يأسًـا من كـون لا يعقــــل
المــادة فيــــه هي الآمـــر
والواقـــع قاس كالمنجــل
يحصـــد أحلامــي فأرانـي
ما عـــدت بشيء أتأمــــل
الحب ؟ سيخـبو صـدقـني
فإذن يــا هـــذا لا تجفــــل
لن يحيـا الحـب بلا مــــال
والبعــــد هو الحـل الأمثل
فعســاك حبيـبي تنســـاني
وعســى عن حبي أتحـول

إن تقس اليـــوم فلا أرجو
أن يحدث ذا في المستقبل
بقلم
آمال محمود كحيل

كم ارتقبتُ بزوغ فجرك
من دياجـير الظـلام
وطفقتُ في يأس أســائلُ
عنك أسرابَ الحمام
وكتـــبتُ ألــفَ قصيــــدةٍ
تشكو عذابات الخصام
يا كم نزفتُ دماء جرح ٍ
قد تــركـــني كالحطــام
وبكيتُ ألمًا في بعـــادك
بين صمتٍ ، وانهـــزام
ولكم حلمتُ بلحظةِ اللقيا
وأجـنحــةِ الوئــــام
وبكفــك الحـاني يكفكــفُ
دمعتي حتى أنــــام
ماذا تراك الآن مني تنتظر ؟
وأنا التي قد جئتُ بابكَ
ذاتَ يـــوم أعتـــذر ؟
فوجدت في عينيكَ حلمي
قد تــداعى وانشــطر
ووجـدت قلبـك قـد غـــدا
مـثل الحجــر
قل أين كنتَ وكيف هنتُ
عليك يا أغلى البشر؟
فخطاك في دربِ الملالةِ
لا تمــلُّ من الســفر
والشوق في صدري أنينٌ
خلف صمتي يستتر
هذي أنا لا زلت وحدي
هاهنا أشكـو الضجر
كنجمةٍ وحيدة ٍ
سهرتْ تفتشُ عن قمر

بقلم
آمال محمود كحيل

أنا لن أجيء معاتِبـًا
كي تعتذر
أنا لن ألوم اليوم قلبًا
من حجر
أنا لن أبثك
بعض حزني المستتر
أنا لن أحبك بعدُ
قد ذقت الأمرّ
فاذهب ولا
تسل الليالي والقدر
عن غابر الأيام
عن حلو السمر
أنت الذي
رمت القطيعة فاصطبر
***
البعد حتمًا
سوف يبرئ كل داء
والحب يومًا
سوف يطويه الجفاء
فانس الغرام ولا تقل
ضاع الوفاء
ولت أماسينا الجميلةُ
والهناء
لا لن أعود إليك
فانزع للبكاء
واندب حكايا العشق
والتحف العراء
نحن انتهينا يا حبيبُ
فلا عزاء

بقلم
آمال محمود كحيل

أيها الهمس الذي قد جاء ليلاُ
كي يثير الصمت حولي
كي يعبئ ثغرة
من مسامات الفراغ بداخلي
كي يبعثر بين نبض حروفه
أبعاد ظلي
مهلاً توقف هل كففت عن النداء؟
لا تدعُ قلبي للتمرد، والهروب
ولا خيولي للهاث
وراء أحرفك المضيئة
لا تدعُني للجري خلف الوهم
في عتم الدروب
كيما تحقق يا صديقي
شبه أمنية جريئة
كيف ترجو الآن أن
أقتلع من أرضي جذور طفولتي
بحثأ عن المجهول في قلب الشقاء ؟
كيف أنزع ذكرياتي الآن
من أعماق تربتي الصماء ؟
أتراك تأمل يا صديقي الآن مني
أن أمنح الطوفان أملاً وابتسامة ؟
وهويجرفني بعيدًا عن مكاني
كيف لي ؟ هذا هراء
كيف تملك يا صديقي
ترف أن تروي الصحارى داخلي
بسيول غيثك ؟
أو باختلاجات السحاب الممطرة
من دون أن
أحس بالمزيد من العطش؟
وكيف لي ؟
أن أحلق معك
في فضاء الحلم فاعلم
أنني امرأة تخاف من الرياح
هل تراك الآن تفهم ؟
أن أرضي مجدبة
لن تنبت الأزهار يومًا والشجر
وأن صحرائي عقيمة
كيف تخصبها حبيبات المطر ؟
إن قلبي يا صديق كبقعة مظلمة
لن يضوئها قمر
وإن أعماقي الحزينة
رغم كل اتساعها
فإنها لما تزل
ملأى بآلاف الصور
بألف ألف علامة استفهام
وبالغموض فلا تسل ما قصتي
ولا تجفف دمعتي
ولا تثر بي حيرتي
فخيوط ذاك العنكبوت
لما تزل تنموعلى صدري
لتخنق فرحتي
والأساطير القديمة والحكايا كلها
لما تزل محبوسة في داخلي
كيف تلغي صوت عقلي ؟
كيف تزرع داخلي أملاً عقيمًا ؟
كيف تنسج من حروف قصائدي
حلمُا يتيمًا ؟
كيف تمنحني الأمانَ
وكيف أمنحك السلام
، وكيف تهديني النجوم بريقها ؟
كيف أطرد ذلك الخوف المعشش
في سراديب العيون المتعبة ؟
أوذكريات ترفض الرحيلَ
من عقلي الضجر؟
من غابتي المسيجة
بالشوك والصبار والأحزان والجراح ،
وبكل لاءات التمرد والتحدي
أرجوك بل أستمحيك عذرًا
إن صرخت كفى ابتعد
ولا تلمني يا صديقي
إن أنا أغلقت عنك نوافذي
أو إن حزمت حقيبتي
أو إن رميت قصائدي
لاتلمني إن اختبأت وراء ذاتي
أوفي زوايا غرفتي الموحشة
بحثًا عن الهدوء والاتزان
لا تلم أني للحظة
قطعت سلك هاتفي اللعين
هربًا من الهمس الحنون
ومن نداءات الحنين
دعني هنا في معزل
عن كل نوبات الجنون العابرة
في معزل عن ومضة الحلم الذي
ينبثق من عينين لن تستسلما
إني عزمت على الفرار
من نفسي ومنك
لن أصغ يومًا للنداء
ولا لتمتمة النجوم
ولن أوشوش فوق شاطئك
القواقع والمحار
إني عشقت الليل فاتركني هنا
ودع رداء صمته الكئيب يلفني
بغموضه الرحيب
إنني امرأة تخاف من الشموع
ومن أحاديث القمر
هيا ابتعد حقًا ولاتحفل بحالي
أو تفكر
فأنا امرأة
قد لا ترى بعيونها
لكن ترى بضميرها ما لست تبصر
إني عشقت البحر لكن
يا صديقي كيف أملك
أن أرد فلول هذه الرياح الآتية نحوي
إلا بمعجزة الهروب
أو قل بطوق للنجاة ؟
كيف أملك أن أقاوم موجة رعناء
كسرت شراع قاربي الصغير ؟
كيف لا أخشى
حماقة الإمعان في حلم عقيم
بالوصول إلى الشواطئ البعيدة النائية ؟
فهل ستهديني إذن
مصباحك السحري
كي أحقق كل أحلامي البلهاء
أم سوف تمنحني إذن
عصا الجنية الشمطاء ؟؟
لا لا تحاول نقر شباكي
فإني لن أجيب
ولا تحلق كالفراشات الرقيقة
حول هالات الضياء فقد تذوب
كيف قد تدندن اللحون شفة
منذ زمن يا صديق
كفت عن الغناء ؟
وكيف قد يلملم الأحلام قلب
لم يغادره الوفاء ؟
لا لا تلمني
إن أنا أقفلت بابي عنكَ
واخترت الفراق
فلن أكون كما تريد
لا لن أكون كما تريد

بقلم
آمال محمود كحيل

وجهك وأحزاني

تتسمر اللحظات في متاهة الزمان
وأنا هنا وحيدة في غيهب النسيان
أنتظر لكن ، بلا أمل
أيطل وجهك لو للحظة
يا ويح طيفك هل يطل؟
من وسط أشباح الظلام
من بين أحزاني ويأسي السرمدي
من بين افكاري وأوجاعي
وأطياف الزحام ؟
من بين كل الوجوه حولي ؟
أأراه ذات مساء ؟
في غفلة عن أعين الزمن
لا لا أظن

***
تتكدس الاوراق في يدي
وألملم الاشياء أحلم بالغدِ
وأهيل في ألم غطاء حقيبتي
وأهيم في صمت وأرحلُ
مع هواجس وحدتي
أواه عبثًا أنتظر ... يا للألم
وعقارب الساعات تزحف في سأم
عبثًا أتوه وأرتدي ثوب الأمل
وألف ألف عبث أن أستبين
ما بين أشباح الظنون
دربي إلى المجهول
أتوه في الضباب وفي الذهول
وأعي بريهة أستقل غمامة الرحيل
أني ارتميت بحضن حلم مستحيل
وأنني قد كنت أعدو
خلف إحساس هزيل
فأغوص في قعر الجنون
وتسقط آخرعبرة كجمرة
مصدومة بحقيقة أنني يا للشقاء
لا لن أراك ثانية
وأنني أضعتك يوم أن
ودعت حلمي في استياء
أواه يا من أتوه في شريانه
رغم الجفاء
وثقوبه الحمقاء تنزفني على
أرض الشقاء
أنغمس في دمه لآخر قطرة
فيمجني
قد كاد حبك أن يبعثرني
ويسرق كل عمري
قد كدت تخنق في حناياي الأمل
وأنا أفتش عنك لكن دون جدوى
بين أطياف المنى ، بين الدروب
بين أسراب الظلال
وبين أرصفة الملل
لا لا محال أن أعود
قل لقلبك حين تبصر صورتي
إنها كانت هنا من قبل
لكنها تاهت وأمست
مثل طيف ، مثل ظل
وتسللت منها حبيبات الأمل
قل له أني مللت من الغياب
ومن انتظار لن يفيد
فلا إياب
من ارتقاب بزوغ قمر لن يجيء
قل له أني انتهيت من العتاب
وأن وجهي صار خارطة السراب
وأن وجهك يا حبيبي
ضاع مني للأبد
ما بين أروقة الملالة والعذاب

بقلم
آمال محمود كحيل

لا وقت لدي لقصة حب
فانج بنفسك مني
من هذياني ، من أحزاني
حتى لا يتصادم قدرك مع قدري
فيتوه كلانا في الأوهام
أو نغرق في الأحزان كلانا
دعني أرحل مع أحلامي وسخافاتي
وارحل أنت إلى عالمك إلى أصدافك
وانس شؤوني
وانس تعاويذي السحرية
ما عاد هنالك متسع من وقت
كي نختلف وكي نتوافق
فلتكن الأرضية مشتركة
أو فلنلغ طقوس اللعبة وقت نشاء
ولتعلم أني امرأة تحترف الصمت
ولا تتقن فن الإصغاء
ولتعلم أيضًا أنك حتمًا
سوف تفاجئك الأشياء
ولن تتحرر يومًا مني
فانا وعيك ، وأنا سرك
وأنا إرهاصات جنونك
وأنا الزيف أنا الالوان فهيا الآن
عد لشؤونك
وارحل ، ارحل
وادخل في جوف الدائرة
وفتش عني
قد تلقاني ذات نهار

بقلم
آمال محمود كحيل

أهجرًا قصدتَ بهذا النوى؟

شعر

آمال محمود كحيل

أهجـــرًا قصـــدتَ بهــذا النــــوى؟
وأن تشعل النـــار في مهـــــجتي؟
وأن تغـــلـق البــاب مــــا بينـــــنا
لأبــــقى هنــا مـع صدى آهـــــتي
فمـــا ذنـــبُ قلـــبي وقــــد فـتــَّــه
وحيــــدًا يعـــاني لـظـى صـبوتي؟
ألـم تــــدر أني جفــــاني الكـــرى
ودمع الجـوى فاض من حسرتي؟
عـــلى أمـنيــــات محــــاها الجفــا
وحــــلم مضـــت خلــــفه بسمــتي
أبعـــت الهـوى بعـــد مـــا سـلمـت
لـــه الــــروح والقــلب يا لهفـتي؟
فــــوالله إنـي عـلى عهــــد حــــبي
لبــــاق ولـــو مــتُّ من شقـــــوتي
فـــهـلا بصـفـــــح ٍ تغمــــدتـــنــي؟
وهــــلا تجـــاوزت عـن هفــــوتي؟
وهـــل بعـــد هجـر يعــود الصفــا؟
حنـــانيـك أدمــى البكــــا مقــــلتي
أيجــلو اعتــــذاري عمـيق الأسى؟
إذن هـــاك قـــلبي عـــلى راحــتي
فإن شـــئت صـــله وإن شـــئت لا
وإن شـــئت أحـــرقه في دمعـــتي
ولـكـــن تـذكـــــــــر حنـــــانـي إذا
دعــــاك الحـنـــين إلــى واحــــتي
ولا تنس أني عــلى العــهـد بــاق
وأني اتَّـخـــــذت الوفــــا شـرعتي
فـلـن أســـلُ يومًــــا وإن ينـطــفئ
بليــــلك نجـــــمٌ أضــئ شمـــعـتي

[/b][/center]

اتـركيني
والفـظي أشـــلاء حبي
لا عليـــك وفــارقـيني
فالــذي بيـني وبيـــنك
تاه في سرداب حزني
مات في أعماق قلبـك
صدقيني
ألف ســور بيننا
وأنـا هنا
لا زلت أرسف في ظنوني
ماذا تركت لخافقي
بعض الشـؤون ؟
ألم ، شجـــــون ؟
أمنيات قد وئدنَ
ولم تعــد تحيي الحنين
فـارحلي يا حلم عمري
قـد فــرغنا من جنــون
وادفني الأوهام في
جـــوفِ الســنين
صمتت أحاديث الهوى
عهـــدي مضـى
فإذا أتـى
فصل الربيـع تذكــرين
واذكري دمعات حـزن
قد روت قلبي الحـزين
واقـرئي سطـر النهايةِ
حين شعــري تقــرئين

بقلم
آمال محمود كحيل