بيت طيبة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

بيت طيبة

منتدى إخباري ثقافي إجتماعي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 من فاعليات مهرجان كان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
فكرة
عضو
فكرة


عدد الرسائل : 26
تاريخ التسجيل : 02/05/2008

من فاعليات مهرجان كان Empty
مُساهمةموضوع: من فاعليات مهرجان كان   من فاعليات مهرجان كان Emptyالثلاثاء مايو 20, 2008 2:45 pm

قصي صالح الدرويش من كان:لم يحقق الفيلم الفرنسي "من الصعب أن يحبك الحمقى" للمخرج دانييل لوكونت الضجة التي كان يأملها، ولم يشهد لا عرض الفيلم ولا المؤتمر الصحافي الإقبال المنشود.هذا الفيلم التسجيلي الذي قدم في عرض خاص خارج المسابقة يتناول المحاكمة التي شهدتها فرنسا العام الماضي بعد الشكوى التي تقدم بها مسجد باريس وجمعيات مسلمي فرنسا ضد صحيفة "شارلي هيبدو" الساخرة التي أعادت نشر رسوم الكاريكاتير الدانماركية المسيئة للرسول الكريم وذلك تحت ذريعة حرية التعبير. والفيلم يخلو من أي قيمة فنية، ويهدف فقط إلى إثارة جدل لم يتحقق كثيرا في مهرجان كان وذلك رغم دفاع رئيس تحرير مجلة شارلي هيبدو وعدد من رسامي الكاريكاتير الكبار في الصحافة عن فكرة حرية نشر هذه الرسوم. وحسنا فعل النقاد العرب في تجاهل الفيلم وإحجامهم عن الدخول في لعبة الدعاية له من هذه الزاوية

فيلم تركي جميل حول تمزق أسرة
من جهة ثانية لم يبد أغلب النقاد العرب إعجابا بالفيلم الفلسطيني "ملح هذا البحر" للمخرجة آن ماري جاسر والتي تعيش في رام الله. ملح هذه الأرض يتحدث عن الاضطهاد الذي يعيشه الفلسطينيون ويبين الفيلم كيف اتسعت دولة وسلطة إسرائيل تدريجيا إلى الحالة التي وصلتها في عام 2000. بطلة الفيلم ثريا التي ولدت وترعرعت في بروكلين قررت عند بلوغها الثامنة والعشرين من عمرها العودة إلى فلسطين التي نزح عنها أهلها عام 1948. وفور وصولها إلى رام الله تسعى إلى استعادة أموال جدّها المجمدة في حساب مصرفي في يافا، لكن البنك يرفض طلبها. وخلال سعيها تلتقي عماد الشاب الفلسطيني الذي يسعى على النقيض منها إلى شيء واحد وهو الرحيل دون عودة هربا من الظلم وبحثا عن الحرية. يقرر الاثنان الإمساك بزمام المبادرة ورسم مصيرهما حتى لو تطلب الأمر خرق القوانين. وفي سعيهما إلى الحياة يتعرف المشاهد إلى تاريخ فلسطين الضائع.
مشكلة الفيلم ليست في موضوعه وتناوله للقضية والحقوق الشرعية المغتصبة فهذا أمر لا خلاف حوله، الإشكالية تكمن المنطق الذي انطلقت منه البطلة لتحقيق هدفها وبالتالي هدف أسرتها وهدف فلسطين. هذا الفيلم هو أقرب ما يكون إلى عمل فيديو من حيث السيناريو وأسلوب المعالجة الدرامية، علما بأن غالبية الحضور الفرنسي في قاعة العرض صفق بحرارة للمخرجة وللفيلم الذي عرض في إطار تظاهرة "نظرة ما" .

اما الفيلم الصيني الذي يشارك هو الآخر في المسابقة الرسمية المتنافسة ويحمل عنوان "المدينة 24" فيقترب في نصفه الأول من السينما التسجيلية البطيئة والثقيلة أيضا. تدور الأحداث حول المعمل 420 والمدينة العمالية الملحقة به والتي تختفي ليحل محلها مجمع من الشقق الفاخرة يحمل اسم المدينة 24. ونتابع ثلاثة أجيال تتعاقب عبر ثماني شخصيات تجمع بين العمال السابقين ممن يحنون لأيام الاشتراكية وبين أثرياء جدد يلهثون وراء النجاح، عبر هذه الشخصيات نتابع كيف انتقلت الصين من بنية قديمة إلى بنية جديدة. والحق يقال إن عددا كبيرا من النقاد غادروا قاعة العرض قبل نهاية هذا الفيلم الذي بدا ثقيلا وفقيرا، بل وقبل الحديث عن الصين الجديدة، وأنا منهم. إلا أن بعض النقاد أعربوا عن شدة إعجابهم بهذا العمل ومنهم الناقد في جريدة "مترو" اليومية المجانية والذي يؤكد بثقة غريبة أنه سيحصد جائزة أفضل إخراج في المهرجان! ولكي لا نخطئ، فإن تقديرات النقاد تتفاوت كثيرا أحيانا، وفي جدول النقاد الفرنسيين الذي تنشره مجلة الفيلم كل يوم طوال المهرجان، يرى البعض أن هذا الفيلم يستحق السعفة الذهبية فيما يرى آخرون أنه ضعيف ولا يستحق الاهتمام.

هذا التباين في الآراء نراه أيضا بخصوص الفيلم التركي الذي عرض في تظاهرة المسابقة الرسمية والذي حمل عنوان "القرود الثلاثة"، فنجد أن الفيلم يستحق السعفة الذهبية بالنسبة إلى الناقد فيليب روايية وفي الوقت نفسه هو فيلم ضعيف بالنسبة إلى الناقد فيليب فاسور، بينما يرى نقاد آخرون بأنه فيلم جيد وهو ما نراه أيضا. فالعمل الذي أخرجه نوري بيلج سيلان مهم من حيث الموضوع الذي يتناوله وأسلوب المعالجة الدرامية وجماليات التصوير والتقنيات، ناهيك عن الأداء التمثيلي المميز.

الفيلم يتناول العلاقات الإنسانية داخل أسرة تجهد لكي تبقى موحدة رغم صعوبات حياتية خاصة ورغم رفض أفرادها مواجهة الحقيقة وتحمل ما يترتب عليها من تبعات، مثل حكاية القرود الثلاثة التي لا تتكلم ولا ترى ولا تسمع. أسرة مكونة من أب في عقده الخامس وزوجة تصغره ببضع سنوات ما تزال تحتفظ بقسط من الجمال وابنهما الشاب في عقده الثاني، وهناك الابن الآخر الذي توفي صغيرا في ظروف لا نعرفها. تدخل هذه الأسرة في دوامة الأحداث عندما يدهس رجل نفوذ وسلطة أحد المارة فيرديه قتيلا، وكي لا يغامر بمنصبه السياسي والمالي يقترح على سائقه تحمّل وزر الحادث عوضا منه وقضاء عقوبة السجن مقابل أجر مالي يناله بعد الإفراج عنه. والمشكلة ليست في أن رجل النفوذ لم يف بوعده ولكن في أنه أصبح يعاشر الزوجة التي طلبت مساعدته أثناء سجن زوجها، علاقة يعرف بها الابن الذي أعاده طارئ صحي إلى البيت على غفلة ليكتشف عبر سماعه الأصوات ثم عبر النظر من ثقب الباب بأن أمه في الداخل مع الرجل الثري. وفي إطار علاقة مشحونة بالخيانة والحزن والغضب تتحرك الشخصيات ويتطور بعدها النفسي بعد الإفراج عن الأب في أجواء خانقة، يزيدها ثقلا أن الأم التي ربما باعت نفسها في البداية لتلزم رجل النفوذ باحترام وعده، خرقت بنود الصفقة عبر إحساسها بمشاعر تجاه الرجل الغني ورغبتها البقاء معه، لكن هذا الأخير الذي لا يكن لها أي حب يرفض الأمر. بين عقدة الذنب والخيانة والألم الذي يعتصر أفراد الأسرة تبدو الزوجة وهي تقف أمام البوسفور وكأنها على وشك الانتحار ومن داخل المنزل يراقبها الابن والزوج المنكسر الذي ربما تمنى انتحارها، لكنه يضع يده على كتفها ويدعوها كي تعود إلى البيت لتنام. أما الطفل الذي فقدته الأسرة فهو بمثابة رابطة بين أفرادها يحضر عندما يعتصرهم الألم.الفيلم قريب من الموجة الجديدة بكل الزخم النفسي الذي يحتويه وبكل السكون المتحرك فيه. إنه فيلم جميل يستحق جائزة كبرى ولم لا؟ لعله يستحق السعفة الذهبية وقد كشف مخرجه عن تمكنه من أدواته عبر جماليات تصوير ونضج سينمائي فلسفي متطور في معالجته لموضوع شائك يتناول السلطة والخيانة بعيدا من صورتها الشرقية التي نعرفها. وبالتأكيد تكشف الممثلة في دورها المحوري عن طاقة أدائية رائعة تستحق بدورها التنافس على جائزة أفضل ممثلة.


ايلاف 19/5/2008
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
من فاعليات مهرجان كان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
بيت طيبة :: الصالون الثقافي :: فن-
انتقل الى: