القاهرة: خص الصحفي المصري يسري فودة، صحيفة "المصري اليوم" المستقلة بعدة مقالات، يشرح فيها علي مدي عشرين حلقة تبدأ من اليوم الاثنين، كيف انتهي به الحال إلي قضاء 48 ساعة في أحد المنازل الآمنة لتنظيم القاعدة، يصلي وراء منسق عملية الحادي عشر من سبتمبر، رمزي بن الشيبة، ويقتسم البيض المسلوق مع رئيس اللجنة العسكرية لتنظيم القاعدة، خالد شيخ محمد.
وفودة، صاحب برنامج "سري للغاية" على قناة الجزيرة القطرية، هو الصحفي الوحيد في العالم، الذي استطاع الوصول إلي العقول المدبرة لما يسميه تنظيم القاعدة "غزوة مانهاتن".
يقول فودة في الحلقة الأولى من سلسلة مقالاته: في الأسبوع الأول من شهر أبريل عام 2002، دق هاتفي المحمول، بينما كنت في مكتب الجزيرة الجديد بالعاصمة البريطانية لندن، علي الخط كان صوت لم أتعرف عليه "السلام عليكم يا أخ يسري.. أنا فاعل خير".
قال الصوت: "نرجو أن يكون قد خطر ببالك أن تعد برنامجاً خاصاً للذكري الأولي" لم يشرح أي ذكري يقصد، لكنه مضي سريعاً، "إن كان الأمر كذلك فإن في استطاعتنا أن نمدك بشيء خاص، سري للغاية".
ويضيف لم يمض أكثر من عشرين ثانية تقريباً قبل أن يطلب فاعل الخير، الذي قررت بعد ذلك، تسهيلاً للأمور، أن اسميه "أبوبكر"، رقم جهاز الفاكس الخاص واستأذن في قطع الاتصال.
ويكمل فودة، اضطررت إلي الانتظار أربعة أيام، قبل أن يلفظ جهاز الفاكس رسالة مطبوعة من ثلاث صفحات، تعلو أولاها بالخط العريض عبارة "بسم الله الرحمن الرحيم".
تحتها بخط أصغر: "الخطوط الرئيسية للبرنامج المقترح، سري للغاية.. صانعو أحداث سبتمبر يتحدثون".
ويقول، كان من الواضح أن الرسالة أتت من أبي بكر، رغم أنها لم تحمل توقيعاً ولا رقماً لجهاز الفاكس الذي أُرسلت منه ولا تاريخاً.
ولم يكن من الواضح أيضاً إن كانت الرسالة من بنات أفكار أبى بكر أو أنه كان مجرد وسيط، لكنّ مؤلفها لم يضيع وقتاً في مقدمات أو افتراضات جدلية.
كانت الرسالة ببساطة مشروعاً عملياً لفيلم تسجيلي مكون من جزءين احتفالاً بالذكري الأولي لأحداث الحادي عشر من سبتمبر.
كانت هناك نبرة إملائية بين سطور الرسالة، يريد صاحبها أن تترجَم كما يراها هو بتفاصيلها ومنحنياتها علي البرنامج.
ويقترح صاحب الرسالة، أن يبدأ الفيلم في جزءه الأول بصور "الأخوة التسعة عشر" مصحوبةً بصوت "الشيخ أسامة بن لادن" زعيم التنظيم يلقي أبياتاً من الشعر:
أيقظتم التاريخ بعد رقاده …
وقد أقسموا بالله أن جهادهم
سيمضي ولو تحدي كسري و قيصر
يعقب ذلك، وفقاً للسيناريو المقترح، "قولة بوش عن الحرب الصليبية"، في إشارة إلي التصريح الخطير للرئيس الأمريكي عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر، الذي قال فيه بالحرف الواحد: "إن هذا نوع جديد من … نوع جديد من الشر، وقد بدأ الشعب الأمريكي يفهم، إن هذه الحملة الصليبية، هذه الحرب علي الإرهاب ستستغرق وقتاً".
يؤدي ذلك بدوره، كما تقول الرسالة، إلي "تحليل تاريخي لمراحل الصراع بين المسيحيين والمسلمين" يقوم به عدد من الباحثين هم: "د. فهد محمود محمد شاكر، د. عبدالعظيم الديب، د. عبد الحليم عويس، د. جمال عبدالهادي".
كما رشح كاتب الرسالة، "د. عبدالله النفيسي والكاتب الصحفي عبد الباري عطوان ود. محمد عباس ود. سعيد مسفر" للحديث عن "دخول أمريكا المنطقة وجرائمها التي ارتكبتها ضد الشعوب".
ويقول فودة، أن الرسالة التي كُتبت علي الكمبيوتر بشكل منظم ودقيق أظهرت بين سطورها عقلاً فاهماً لآليات العمل الإعلامي وظروفه، فقد كانت سهلة ومباشرة ومرتّبة، ثم كانت من بعد ذلك مغرية.
وفي الفقرة الأخيرة من الرسالة، قال فال الخير: "سنوافيك بعناوين أشخاص ومراكز يمكنكم الاتصال بهم لإنجاز الجزء الثاني من البرنامج، في حال توافر استعدادكم لعمل هذا التحقيق، وتقبلوا جزيل الشكر والامتنان".
محيط 19/5/2008
الإثنين مايو 19, 2008 9:16 pm