كتب محمد عطية (المصريون): : بتاريخ 2 - 8 - 2008
أثارت المواجهات المستمرة بين حركتي فتح وحماس تساؤلات إسرائيلية حول قدرة حماس على الاحتفاظ بقطاع غزة والوقوف ضد مناصري السلطة الفلسطينية إذا ما تطور الاشتباك بينهم إلى مدى أبعد من الاعتقالات المتبادلة ، وإمكانية استغلال هذا الصراع في توجيه ضربة جديدة ضد القطاع واكتساحه عسكريا .
وأكدت مصادر عسكرية لصحيفة "هآرتس" العبرية أن " حماس أصبحت أقوى مئات المرات من نظيرتها الفلسطينية التي تحكم في الضفة الغربية ، كما أنها أصبحت أقوى من إسرائيل بسبب الأسلحة التي يتم تهريبها من سيناء إلى القطاع" .
وأضافت المصادر أن " التهدئة التي عقدتها مصر بين حماس وتل أبيب لم تكن إلا حبة مهدئ ذات تأثير لطيف ، استطاعت من خلالها حركة المقاومة أن تستجمع القوة توجها لمعركة قادمة مع الدولة العبرية وتمكنت من تقوية ترسانتها العسكرية ـ وخصوصا الصاروخية ـ خلال هذه التهدئة" .
وأوضحت المصادر أنه بالتزامن مع العد التنازلي لرحيل رئيس الوزراء الإسرائيلي وتعلق الإسرائيليين بقيادة دموية جديدة تقتحم قطاع غزة ، يتحدث الإسرائيليون كل يوم عما يسمونه " حرب ما بعد سبتمبر" ، والتي ستأتي بعد الاحتفال بالأعياد الإسرائيلية في أغسطس الجاري ، لدرجة أن "يوآف جلنات" قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي أصبح يردد خلال اجتماعات الأجهزة الاستخباراتية الثلاث في تل أبيب ـ الموساد وأمان والشاباك ـ أنه يضع عينه على عقارب الساعة والتقويم السنوي ، استعداد لتلك الحرب ولاكتساح القطاع ، على حد تأكيد المصادر. وحول نوعية الصواريخ المهربة من مصر ، أكدت المصادر في التقرير الذي نشرته "هآرتس" أن القطاع أصبح "مستودعا لا للصواريخ المحلية العادية التي تعودت عليها سيدروت وغيرها من مدن الجنوب الإسرائيلي ، وإنما لصواريخ جديدة طويلة المدى من طراز جراد وكاتيوشا مطورة ، والتي كانت تملك حماس منها القليل قبل التهدئة وأصبحت تملك الآلاف منها الآن" ، على حد زعم تقرير الصحيفة .
وزعم التقرير أيضا أن حماس "ستسعى لضرب التجمعات السكانية القريبة من الجدار ودكها براجمات ثقيلة وبصواريخ حتى تخيف سكانها وتدفعهم للفرار" ، مضيفا أن "أغلبية مواقع إطلاق الصواريخ موجودة في مناطق مفتوحة وعند بوابات المدن والأحياء ومخيمات اللاجئين وليس في داخلها ، لأنه من الصعب التوجيه ونصب الصواريخ بين المباني أو على أسطحها ، ومن سيطلقون الصواريخ سيفترضون أن الجيش الإسرائيلي سيتحرك جوا وبحراً وبراً لإيقاف عملية القصف".
وحول الموقف المصري من هذه الحرب ، توقع التقرير أن " تنتهي الوساطة المصرية بالفشل ، خصوصا أنه في ظل المواجهة الجديدة سيرفض جهاز الشاباك الإسرائيلي ويزداد تعنته في إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين " ، معتبرا أن "تحريرهم سيفتح جبهة جديدة ضد إسرائيل تشمل عمليات فدائية ضدها ، ومن ثم فإن ملف شاليط سيغلق في حالة الصراع الجديد